ليله النعماني حصري بعد التعديل
فؤاد وتجلد وحاول ان يبدو قويا.
ذهب الي ليله ليجدها تسند راسها من التعب علي المقعد وفي يدها احد السندويتشات لا تاكله اما مراد فكان يجلس بجوارها قاطبا حاجبيه وياكل في صمت.
اقترب وجلس امامهم وظل يحدق بهم وكان ينظر مراد اليه غاضبا.. وهتف.. ايه هتصورنا شكلنا عاجبينك..
فلاحت شبه ابتسامه علي جانبي فمه.. ولكنه لم يرد.. وهنا فتحت ليله عينيها.
قام مراد منفعلا انت تعرفيه يا ماما...
نظرت اليه... مراد فيه حاجات انت لسه صغير ماتعرفهاش اللي قدامك ده هو اللي هيدفع فلوس عمليه جميله يبقي نهدي كده وبلاش طبعك ده اقعد هنا وكمل اكلك وانا دقيقه وجايه...ميفوميفو
ذهبت ليله اليه فقال لها.... انا كلمت مستشفي كبيره. خلال يومين البنت هتعمل عمليه..
نظر اليها مندهشا..
ليهتف.. ايه يا ليله انت مش جيتيلي عشان ادفع العمليه واديني جيت..
قالت له... والله حمدالله على السلامه دي حاجه جميله وبسيطه.. اقتربت منه وربعت يديها وقالت... انا جيت عشان تعمل تحليل ليكو ولما تلاقيها بنتك ساعتها تعملها العمليه....
نظرت اليه بسخريه... تمام وبالنسبه للبنت اتاكدت ازاي.. انا امهم روح اعمل تحليل وتعالي اثبتلي انك ابوهم ساعتها هقبل انك تعالج البنت. انا ولادي ولاد حرام يا فؤاد بيه اثبت بقه انهم ولاد حلال وساعتها نتكلم.. غير كده اسفه ماقبلش فلوس من حد مالناش علاقه بيه وتركته وانصرفت ياكل نفسه من الڠضب والصدمه طيب يا ليله ذلي فيا كمان براحتك ..فسبحان الله اتي اليوم الكي سيزحف فؤاد النعماني حتي يثبت انه ابوهم بعد ان وصمو بالحرام فلتثبت انت بمعرفتك انهم من لحمك ودمك.
قال له.. في ظرف كام ساعه يكون التحليل معمول فاهم يا كريم..
ليهتف... كريم حاضر حاضر بس اهدي.
ذهب كريم واخد من البنت خصله من شعرها وذهب الي فؤاد وفعل نفس الشئ واتجه الي احد المعامل ليسرع بنفسه العمليه..ميفوميفو
كان في تلك الاثناء حضر الكونسولتو ليراعو جميله لم تتحرك ليله من مكانها وجلست عالكرسي مسنده راسها كما هيا وبجانبها مراد يتميز من الغيظ..
جلس فؤاد امامهم يحدق بهم وينتظر علي احر من الجمر رجوع كريم لياخذ ابنته ويخرج من هذا المكان القذر.. كما يراه... ظل يحدق فيهم فمراد يضع راسه علي قدم امه وليله تسند راسها مغمضه عينيها وتشعر بالارهاق الشديد.. تاه فؤاد في منظرهم واحس بالۏجع فوضع يده علي قلبه لعله يخف ذلك الالم ولكن هيهات وبدا في استرجاع مافعله بها وكيف رماها بالشارع مصابه وممزقه وليس لها احد.. ست سنوات تعمل وتصرف علي اولادها.. ست سنوات وحيده بطفلين ليس لها احد... كم انتقص وزنها.. مازالت جميله ولكنها شاحبه مكسوره ضعيفه.. سرح في وجههها وتذكر ايامهم معا وكان تعابير وجهه مابين الابتسام والعبوس وتسائل في نفسه يا تري بتكرهيني اد ايه يا ليله.. يا تري اللي عملته هيجي يوم وتسامحيني عليه..
مر بعض الوقت تقريبا ساعه استيقظت ليله ولم تنظر اليه وذهبت للاطمئنان علي ابنتها كانت لا تعتبره موجودا فهو بالنسبه اليها مېت ماهوا الا مجرد مكنه فلوس لانقاذ ابنتها..
ظل هو يلاحقها بنظراته وعيون مراد الغاضبه تلاحقه.. قال مراد فجاه... علي فكره الراجل اللي يبص عالستات مايبقاش راجل...
هنا اڼفجر فؤاد ضاحكا من ذلك الشقي الذي علم انه سيتعب كثيرا في الاقتراب منه...
مرت اربع ساعات وكلمه كريم وقال انا في السكه والتحليل معايا النتيجه ايجابيه ميه في الميه نسبه التطابق..
كان فؤاد متاكدا اصلا وعلي الفور اتجه الي ليله الجالسه بهدوء فقام مراد ووقف امام امه.. وقال له نعم.. مش شايفها تعبانه والا عشان هتدفعلنا القرشين هتنطلنا هنا...
ابتسم فؤاد وقال لليله... ممكن دقيقه...
قامت بهدوء تاركه مراد يتمتم پغضب.. نظر لها وقال التحليل ايجابي يا ليله انا هنقل البنت دلوقتي..
قاطعته وقالت... هو فين التحليل..
ليهتف مسرعا.. كريم جاي كلمني...
استدارت وتركته وقالت... اما تبقي تمسكه في ايدك ساعتها يبقي ليك صفه تكلمني بيها غير كده ماتهوبش لا نحيتي ولا ناحيه حد فينا.. ايوه كده اديله ابت خليه ياكل بعضه. . ..
ليقف هو محصورا لا يستطيع ان ينطق.
في تلك الاثناء اتصل صاحب العمل ليخبرها ان هناك طلبيه لابد من توضيبها لتتنهد فهيا متعبه هالكه كان فؤاد جالسا.
ليسمعها تقول... ياسطي فكري انا بنتي تعبانه اجي ليه انا تعبت انهارده. لتتنهد طب والنبي بلاش انا انهارده بجد مش قادره بص بكره همسح المصنع كله بدل وفاء خلي وفاء تشيل.
كان فؤاد يحس ان قلبه ينغرز فيه سكاكين العالم.
لتتنهد حاضر يا اسطي فكري هقول ايه لله الامر. لتقوم. لتهتف... مراد يا حبيبي انا لازم اروح الشغل ساعتين زمن هتيجي معايا والا اوصلك البيت.
ليهتف.. ايه فيه شغل طب هاجي معاكي اساعدك اشيل معاكي انت تعبانه.
لتهتف... لا يا حبيبي انا كويس يلا بينا. لتستدير ليهب فؤاد... راحه فين متاخر كده.
لتنظر اليه باحتقار.. وانت مالك.
ليبتلع ريقه ليهتف... ليله انت راحه تشيلي ايه اقعدي انا موجود.
لتبتسم بسخريه.. لا والله طب يا سيدي حمدالله عالسلامه. عن اذنك.
ليهتف پقهر... يا ليله احنا متاخر انت ماعتيش محتاجه اقعدي انا موجود.
لتنظر اليه بقرف... انت عمرك ماكت موجود ولا هتبقي موجود.
لتتركه وترحل الي المصنع وهو القهر ينهش داخله ليشتعل وقلبه يحرقه ليذهب ورائها ويقف بعيدا يراقبها ليجدها تدخل وتقترب من احد كومات الكراتين وتجلس مراد الذي اعترض كان يريد ان يحمل معها ولكنه صغيرا.
لتبدا في شيل الكراتين كانت منهكه ويبدو عليها التعب ليحس بقلبه يكويه علي مقود السياره وېصرخ.. ليه ليه ليه يتعمل فينا كده ليه. ليظل يراقبها ودموعه تنزل لا يستطيع ان يقترب فهيا لن تدعه.. ليهتف حقك عليا يا عمري حقك عليا يا واخده قلبي انا واطي وزباله حقك عليا ھموت يا قلبي بتشيلي ايه وانت تعبانه صالبه طولك بالعافيه وانا قاعد اربي في لحمي واحزن علي عمري بخت كان ربنا خدك.. ليفكر في شئ كيف يجعلها تترك ذلك العمل الحقېر.
ليجدها تنتهي وتجلس علي الارض وتحتضن مراد بقوه وتحني راسها كانت تستريح لفتره ليجدها تقوم مره اخري وتمسح مكان البضاعه كل ذلك ليمسك قلبه بحسرته يا حسره قلبك يابن النعماني يا قهرتك مراتك بتمسح ارضيات يا جاحد منك لله قلبي يا عالم القهره في قلبي اعمل ايه ھموت البت مذلوله منك لله ذليت مراتك ياهبل مين عمل مين ليه
