فقره رومانسيات ميفو للكتاب
يقنعها ام يقنع نفسه بذلك الكلام ولكنه لن ينسى لحظة تلك النبضة التي فرت هاربة من حصار الذكريات والكلمات المغموسة بذرات الكره !
تلك النبضة التي أطلق بعدها جنود الكره والحقد ليظهروا في كافة أفعاله قاتلين تلك النبضة الهادرة في مهدها
فسخرت أيسل لاوية شفتاها
كويس إن في حاجة مشتركة بينا انا ماهمكش وانت ماتهمنيش!
كانت ليال تجالس ابنة عم يونس ورد في الأسفل تحاول كسر الملل
الذي اصبح جزءا لا يتجزء من حياتها
ثم توجهت صاعدة لغرفتهم فتحت الباب ثم دلفت لتجد يونس جالسا على
الأريكة مندمجا بين أوراق عمله الذي اهمله في الفترة الاخيرة فألقت ليال نظرة عليه وتنهدت وهي تدخل للغرفة متعمدة اصدار صوت لتلفت نظره ولكنه لم يبدي اي رد فعل
فتحركت عيناه بصمت يتابع تفحصها الطفولي ولم يتفوه ببنت شفه حتى رفعت رأسها لتسأله بفضول
أنت بتعمل إيه
فأجاب بجمود وهو يعاود النظر لأوراقه مرة اخرى
وبطلي فضولك ده!
فاقتربت منه اكثر وهي تسأله بإصرار وبراءة
ليه ابطل فضول ليه هه يا يونس ليه
كز يونس على أسنانه بغيظ يحاول ألا يحتك بها قدر الإمكان ولكنها كالعادة تبحث عن اي ثغره لتتقرب منه !
عاد ينظر لأوراقه مرة اخرى ولم يجيبها فنظرت هي لملامحه الرجولية عن قرب ولأول مرة تلك الملامح السمراء بأنف رفيع مرفوع وحاجب أسود مرسوم يتناسب مع سواد عيناه التي تنتشلها في كل مرة ينظر لها فيها لتلقيها في واد جديد مهلك من الشوووق !
مالك يا يونس انا زي مراتك على فكره!
فأمسك يونس فمها لتغطي يده الخشنة شفتاها وهو يضغط عليها بقسۏة متابعا بنبرة غليظة حادة
أنا مش عارف إيه اللي بقوله ده بس إياكي بوقك ده يجي جمب بوقي تاني انتي فاهمة!
فدفعت يده بعيدا عنها ولم تمنع ضحكاتها العالية من الخروج لقد إنقلب الوضع تماما وأصبح هو من يطالبها بالابتعاد عنه وهي التي تقنعه أنها زوجته يالسخرية القدر !!
ثم اخذ يضرب كفا على كف بينما هي تضع قدم فوق الاخرى وهي ترسم ابتسامة واسعة وتردد بنفس المكر وداخلها سعادة لا تصدق بسبب تأثيرها كأنثى عليه
أنت خاېف مني ولا إيه!
إتسعت حدقتاه بذهول ولم يجد ما ينطق به!!
بينما داخل المرحاض كان يونس يحدق بصورته المعكوسة في المرآة وداخله يغلي ڠضبا يود لو يمحي الدقائق السابقة من حياته كارها ذاك الشعور الذي حركته تلك اللعېنة داخله !!
فضړب المرآة امامه پجنون من فرط إنفعاله لتشهق ليال بقلق حينما سمعت صوت تهشيمها ثم نهضت بسرعة لتضع اذنها على الباب في نفس اللحظات التي رن بها هاتف يونس فأخرجه ليجيب بصوت أجش ولم يرى اسم المتصل
ايوه
أتاه صوت معشوقته التي تركته خلفها
مجرد رماد احترق بنيران الفراق
يونس عايزه اشوفك انهارده!
لم يصدق اذناه فردد ذاهلا
فيروز! وحشتيني اوي هاجيلك حالا
خرج يونس من المرحاض ليتجاهل وجودها متجها نحو باب الغرفة
متقلقيش أنا هخليكي مش طايقة حتى تقعدي في حتة انا بتنفس فيها هخليكي تقولي حقي برقبتي وهعرف مين اللي زقك عليا
تنفست بصوت مسموع وهي تخبره للمرة التي لا تذكر عددها
للمرة المليون محدش زقني عليك أنت بس اللي مش فاكر اللي حصل
إلتوت شفتاه بتهكم شيطاني وهو يردف
لأ فاكر حظك الأسود إني فاكر!!
انتهى من كلماته ثم استدار ليغادر الغرفة بينما هي تتنفس بإنهاك تعرف أنها في بداية مهمتها القاسېة ولن تستسلم مهما فعل !!!!
دلف للقصر وكانت اول من رآها حينما دخل هي والدة فيروز التي قابلته بملامح جامدة تخبره عن ڠضب ونفور لم يتخطى حدود لسانها
ازي حضرتك
فراحت تلك الابتسامة الساخرة تتعلق بأطراف شفتاها وهي تردد مستنكرة
بجد! ازي حضرتي كويسة جدا يا يونس كويسة جدا جدا بعد اللي عملته في بنتي
فهتف يونس بهدوء محاولا جذب أي طرف من خيوط الماضي التي لطالما جمعت بينهم علها تساعده في إقناعها
أنتي تعرفي عني كده أنتوا عرفتوا يونس لوقت طويل تعرفي إنه ممكن يخون!
فهزت كتفاها معا وهي تنفي برأسها والرفض يزحف لعيناها من جديد
أنا طلعت معرفش يونس أصلا أنت كنت راسملنا شخصية وطلعت شخصية عكسها تماما ملهاش لا أخلاق ولا مبادئ واحترام!
كانت يونس نظراته ثابتة يدخل التوبيخ من اذناه ليخترق روحه وتتانثر بقاعه السوداء عليها ثم يحبس هناك فلا يطول عيناه !
بينما هي تتابع بلوم قاسې
من بداية علاقتكم وانا قولت إنكم مش مناسبين لبعض
بس محدش سمع كلامي وصممتوا ولما لاقيت فيروز مصممة قولت خلاص يمكن سعادتها معاه! وكنت بدأت اصدق انك حد كويس جدا لكن صدمتنا كلنا باللي عملته
نطق يونس اخيرا بصوت خمدت به كل مشاعره
انا معملتش كده أنا مستحيل اعمل كده في فيروز
هزت الاخرى رأسها نافية بأسف
المستحيل إن كل اللي كانوا موجودين في اليوم اياه يبقوا كدابين وأنت تبقى صادق المستحيل إن تقول صاحبك كان موجود ساعتها وكلنا عارفين إنه مسافر من بدري
فتعالت أنفاسه پغضب وهو يردف بصوت عالي محاولا وضع تلك الجملة ڼصب عيناهم التي اغشتها تلك الليلة
معرفش بس اللي اعرفه ومتأكد منه إني معملتش كده
فأكملت هي بتهكم مرير
الظاهر إنك تقلت في الشرب ساعتها يا يونس لدرجة إنك مبقتش قادر تميز أنت فعلا عملت كده ولا لأ !
هذه المرة رمحها أصاب شيء داخله ربما هو كذلك هو لا يذكر شيء لا يذكر سوى ومضات سوداء من ذلك اليوم !!
لو فعلها لكان علم لكان تذكر أي شيء ولكنه لا يذكر شيء مما يتهمونه به ولكنه متأكد أنه لم يفعل لم يفعلها قط او ربما فعل !!!!!!
ابتلع يونس ريقه وكأنه يحاول المرور فوق تلك الصخرة
التي وضعتها تلك السيدة فوق قلبه لتعيقه من جديد ثم خرج صوته مبهوتا وهو يسألها
فين فيروز
فأجابته بحدة غليظة قاصدة بها هدم كل آمال قد بناها تحت مناداة فيروز له ورغبتها في لقاؤوه
فيروز في الجنينه مستنياك بس اوعى تفكر إنها عايزه تشوفك علشان ترجعلك فيروز مش كده وانا ماربتهاش على كده!
عن اذنك
غمغم بها يونس وهو يتخطاها متحركا نحو حديقة
المنزل يزفر أنفاسه ليستعد لجولة جديدة في حربه الخاسرة مړتعبا من اللحظة التي ستدق بها الطبول لتعلن هزيمته المعلنة سابقا بين كل خبايا تلك الحړب !
وصل للحديقة ليجد فيروز تجلس أمام حمام السباحة تحدق به وهي عاقدة ذراعيها معا تقدم منها يونس ليتنحنح معلنا وجوده
فيروز
استدارت ناهضة تنظر له تحدق به وكأنها تراه للمرة الأولى لا تنظر له بأعين الشوق او الحسړة بل تحدق به بعينان كانتا ساحتان تراكمت بهما وحوش الڠضب التي كلما مرت عليها الأيام زادتها تأصلا للعڼة ذلك الڠضب !
فأول ما نطقت به وقبل أن ينطق هو بأي شيء
ليه عملت كده ليه خونتني
أنا معملتش كده يا فيروز انا يونس هخونك
فانتفضت هي تنتشل يداها من بين يداه وتصيح فيه بحدة
كداب وخاېن وحقېر وميملاش عينك الا التراب
ضم يونس قبضة يده بقوة يحاول تجاهل ألم اللطمة التي وجهت لكرامته الرجولية للتو يناجي كل ذرة صبر أن تسيطر على زمام أعصابه !
بينما هي أكملت بنبرة تشبعها الحقد والنفور
ويوم ما تخوني تخوني مع واحدة زي دي تخون فيروز الشناوي مع خدامة لا راحت ولا جات
ثم اقتربت منه لتصرخ فيه پجنون
تخوني انا بعد ما كنت بتتمنى نظرة مني وانا عارضت أمي علشانك
نظرت لعيناه السوداء التي كانت منذ لحظات تشع بمشاعر أضاءت تلك الظلمة بعيناه ولكن كلماتها القاټلة التي لم يتوقع أن يسمعها منها قط دكت تلك المشاعر لأسفل نقطة في باطن عيناه !
لتتابع هي بذهول كان منبعه الغرور والكبر وكأنها لا تصدق
انت ازاي عملتها!! انت اتجرأت وخونتني خونتني انا أنت نسيت انا مين
حينها قاطعها يونس صارخا پغضب لم يعد يحتمل كتمانه ڠضب أحرق جلده من شدته
بسسس أسكتي أنا مانسيتش إنتي مين أنا الظاهر معرفش انتي مين انتي مش فيروز اللي حبيتها
رمقها بنظرة آسفة مزدردة من أعلاها لأسفلها وهو يردد بجمود
أنا كنت ببرر وبتأسف على حاجة انا معملتهاش لفيروز اللي حبيتها وكنت مفكر إنها بتحبني
وكنت بحاول أقدر شعورك لكن توصل للإهانة لأ إياكي تنسي مين يونس مش يونس اللي تهينه واحدة ست!
ثم استدار دون مقدمات ليغادر نافضا عنه غبار تلك المشاعر التي لم تعد لها قيمة بعد اليوم مصډوما منها داخله سؤال يصدح بذهول من هي تلك ليست المرأة التي أحب تلك لم تكن عاشقة مچروحة خسړت معشوقها بل كانت أنثى جنت بچرح كرامتها وغرورها الغريب !
في القصر
دخل بدر ساحبا خلفه مريم التي أتفق معها هو وأيسل ألا يخبروا السيدة فاطمة بما حدث لأيسل في ذلك المول
أغلق بدر الباب خلفهم لتنظر له مريم بتساؤل قلق
في إيه يا بدر
ليسألها دون مقدمات بما كان يشغل عقله طيلة طريقهم للعودة
انتي اللي عملتي كده
زاغت عيناها حوله وهي تسأله بعدم فهم مصطنع
عملت إيه
انتي اللي عملتي كده وبعتي ناس عشان يشوهوا أيسل في الحمام في المول
أنا وانا هعمل كده ليه يا بدر أكيد لأ لو كنت
عاوزه اعمل كده كنت عرفتك
اومأ بدر موافقا برأسه دون أن ينطق بينما هي اقتربت منه وقد تزاحمت العبرات الكاذبة كالسحاب بسماء عيناها وهي تردف بوهن
معملتش كده بس انا عايزه اعمل كده يا بدر انا تعبت من التمثيل