روايه بقلم لولا نور وايه بقلم منار خابد
اتظلمتوا
زفر يامن پألم وحاول أن يغير الموضوع فقال
خلاص أقفل الموضوع ده .. أنت مال وشك حاسس إنك تعبان
عندي دور برد مبهدلني يا عم ورغم كده جايلك و أنت على الكورنيش في الجو ده
ثم أبتسم كريم بمزاح وقال
و بلاش تقفل الموضوع .. أنا شايف انك لازم تتجوز يا يامن!
أنت اټجننت يا كريم .. أنا مش ناقص الله يخليك أنت مينفعش تطلب مني كده لأنك عارف أنا عايز ايه
يعني ايه!
يا الفصل الخامس
وفجأة وبين كل هذا الهدوء صدع صوت صرخات عالية من البنايه المجاورة لها نهضت من مكانها بفزع واستعدت حتى تهرب من المكان ولكن أوقفتها تلك الصرخات الباكيه و لم تمر ثواني حتي وجدت رجل كبير السن يهرول بتعب خارج البيت و ېصرخ بأعلى صوته لطلب المساعده حتى سقط على الارض بقوه فركضت نحوه سريعا أردفت
نظر لها الرجل تغاثة وقد اسكتته دموعه فلم يقدر علي الكلام نظرت براء إلى البيت لتجده مشتعل ڼارا فشهقت بفزع و بدأ الرجل في السعال بشده و قال بصعوبة
مراتي محپوسة جوه .. أرجوكي الحقيها خلي أي حد يلحقها أنا مش بقدر اتنفس
نظرت له
براء بعيون متسعه و بدون أي تفكير ركضت إلى البيت سريعا و دلفت إليه لتجد النيران مشتعله به و لكنها لم تكن منتشره في البيت بأكمله فحمدت ربها و تحركت بسرعه و تتبعت صوت صرخات زوجته حتي وصلت إلى غرفتها لتجدها مكومه في احدي الأركان پخوف و صرخاتها لا تتوقف ذهبت إليها سريعا و حاولت أن تطمئنها و شجعتها حتي تنهض معها قالت
ظلت صرخاتها متواصله حتى بدأت تنتبه إلى كلمات براء فهدأت قليلا و نجحت براء في انتشالها من تلك النيران و خرجت من البيت و في تلك الأثناء كان جميع من في البنايه قد أنتبه إلى صرخاتها و
قد أتت المطافئ و أنقذت ما يمكن إنقاذه من المنزل و جلست براء مع السيدة و زوجها في إحدى الأركان أمام البيت كانت السيده مستقره في زوجها القلق عليها حتى أبتعدت عنه قليلا و نظرت للجالسة بجانبها اردفت
نظر لها جمال وقال
أنا آسف إني خليتك تعرضي حياتك للخطړ كده .. لو كنت فضلت جوه لا كنت هقدر الحق فاطمة ولا الحق نفسي
نظرت له براء بحزن وقالت
مش فارقة كتير
طالعتها فاطمه بتساؤل وقالت
انت معانا هنا في العمارة
بس إيه اللي ممشيكي في الشوارع بليل لوحدك كده يا بنتي غلط عليكي .. هما فين اهلك
نظرت لها براء بعيون دامعه ثم قالت
أنا لازم أمشي دلوقتي .. حمدالله على سلامتك
ونهضت من مكانها و جاءت لتمشي و لكن فاطمه أمسكت يدها لتوقفها نظرت براء إليها بتساؤل لتقول فاطمه
و كانت براء تنتظر تلك الجملة لټنفجر في البكاء و قد ارتمت في فاطمه لتنصدم هي من رد فعلها و لكنها قد نست كل شيء و مسحت علي شعرها و تركتها حتي تنهي بكائها و بعد لحظات هدأت قليلا وابتعدت عنها فقالت فاطمه
أحسن دلوقتي
نظرت لها براء بعيون دامعه وقالت
أيوه
مش هتجاوبي عليا برضو .. إيه إللي ممشيكي في الوقت ده لوحدك و إيه الشنطة اللي معاكي دي أنا بسألك من قلقي عليكي يا بنتي
نظرت لها براء للحظات ثم تنهدت بتعب و قالت
أنا هحكيلك كل حاجه
ثم قصت عليها كل ما مرت به منذ أن جاءت لتلك الدنيا و كانت فاطمه و زوجها جمال متأثرين جدا بقصتها و عندما انتهت كانت الدموع قد عرفت طريقها إلى عيون فاطمه فقالت
معقول كل ده مر عليكي .. عيونك مليانه بحكايات لو اتقالت هتبكي الدنيا كلها
الحمدالله .. أنا راضيه بأي حاجه بتحصلي وعارفه أن ربنا بيحبني عشان كده بيبتليني .. و عارفه أنه هيعوضني خير بعد كل ده
نظرت لها فاطمه وأبتسمت بحنان ثم نظرت إلى جمال ليفهم هو نظراتها ثم أبتسم و قال لبراء
يرضيكي نفضل قاعدين في الشارع كده .. كان نفسنا نستقبلك في ظروف أحسن من كده بس نعمل إيه بقى .. يلا يا بنتي معانا أكيد مش هنسيبك تفضلي في الشارع كده
نظرت لهم براء بتعجب و قالت
معقول هتخلوا بنت متعرفوهاش عندكم! حتى لو ساعدتكم مينفعش احسبوا طلعت مش كويسة!
ابتسمت فاطمه بهدوء و قالت
مش عارفه يا بنتي .. بس أنا قلبي مرتاحلك و حاسه إنك مش هتأذينا .. مش كل الناس وحشه و قاسيه كده ما يمكن ربنا وقعنا في طريقك عشان نساعدك
نظرت لها براء و دققت في ملامحها ليرتاح قلبها وشعرت بالأمان ولأول مره منذ عدة أيام و طالعت جمال ايضا ليبتسم هو لها بطيبة صمتت براء للحظات حتي قالت فاطمة
أنا عارفه أنك خاېفه .. أقولك حاجه و أنا كمان خاېفه رأيي فيكي يبقي غلط .. بس قلبي عمره ما كان غلط و قلبي بيقولي انك كويسة .. غير كده أنا مش هسمح أنك تفضلي في
الشارع كده لوحدك بعد اللي قولتيه ده .. من النهاردة مفيش قساوة من الدنيا تاني
نظرت لها براء وقد ترقرقت الدموع في عيونها و قالت
و أنا من كتر القساوة قلبي أتكسر مليون حته
أبتسمت فاطمه بحزن ثم أخذتها بين و ربتت علي كتفها نظر لهم جمال و قال
الوقت أتأخر يا فاطمه .. يلا نروح شقة أهلك نفضل فيها لحد ما نجدد اللي اتحرق في الشقة اللي فوق و المفتاح جبته اهو الحمدالله إني عرفت أوصله
يلا هي كده كده مش بعيده
ثم نهض الثلاثة و اتجهوا الي شقة أهل فاطمه و الذي تبعد عن شقتهم بشارعين فقط و هي ما تبقي لفاطمه من ميراث أهلها و أخذها الحديث مع براء و قالت لها أنهم يمتلكون محل صغير للخياطه و قد فرحت براء بشدة و قالت لها أنها تجيد الخياطه و التطريز و أنها كانت تصمم الملابس لأخواتها بالدار و ظل الإثنان هكذا حتي وصلوا الي البيت فقال جمال بمزاح
هي لحقت تاخدك مني ولا إيه لا كده هضايق
ضحكت براء بخفة و كذلك فاطمه ثم قالت محدثة براء
إيه رأيك في الكلام ده
أبتسمت براء و قالت
عمري ما أعمل كده ده رتك الخير و البركه
ضحك جمال ثم قال
إيه رتك دي .. من النهاردة تقوليلي بابا جمال
و أكملت فاطمه كلامه وقالت
و انا ماما فاطمه
نظرت لهم براء بابتسامه واسعه و قالت
حاضر ..
نعود إلى الحاضر ..
ترقرقت الدموع في عيون براء عند تذكرت تلك الأيام و أبتسمت ابتسامه هادئة صاحبتها تنهيده و في تلك اللحظة صدع جرس المنزل فقالت براء
أكيد ده بابا جمال
ذهبت بحماس إلى الباب و فتحته لتجده جمال بالفعل الذي قد أتي و معه الفطور
صباح الخير يا ست البنات صاحيه بدري ليه كده
ضحكت براء و قالت
هقولك أنت كمان .. أنت نسيت اني عندي طلبيه كبيره لازم تخلص كمان اسبوع يادوب أروح الاتيليه عشان الحق أخلص اللي ورايا
والله يا بنتي من غيرك كان زمان المحل ده اتقفل من زمان .. شطارتك كبرته لحد ما بقي اتيليه كبير و بقى ليكي إسم معروف في السوق كمان .. جيتي أنت و حليتي كل مشاكلنا و نورتي حياتنا
ابتسمت براء بحب وقالت
أنا معملتش حاجه ده واجب عليا .. مش أنتوا عيلتي برضو
أبتسم جمال و قال
الله ينور عليكي يا بنتي .. يلا بقى عشان ناكل أنتوا مش جعانين
أنت جبت فطار .. دي ماما فاطمه بتجهز الفطار
لا خليها تيجي بلاش تتعب نفسها .. يلا
ضحكت براء و جاءت فاطمه ثم جلسوا جميعا حتى يتناولوا فطورهم ..
يعني ايه!
هعرفك كل حاجه في وقتها .. بس ممكن بكره تعدي عليا في البيت .. ملك عايزه تشوفك يا سيدي
تنهد يامن بضيق وقال
مش عارف عندي شغل في الشركة مش هقدر اسيبه و أنت عارف أن أمي بتسأل كتير و أنا مش عايز أي اسئله منها
لسه علاقتك متوتره معاها برضو
ايوه .. للأسف هي امي عشان كده لازم أعاملها بطريقة كويسة و ده اللي بيحصل .. بس متطلبش مني اكتر من كده بسببها أنا بعاني بقالي سبع سنين .. بسبب معتقدات المجتمع الغلط أنا خسړت اكتر حاجه حقيقة في حياتي
نظر له كريم بحزن و ظل يستمع إلي صديقه حتي قال يامن بانفعال
كان ذنبها إيه هي عشان تتعاقب على حاجه ملهاش دخل بيها .. كان ذنبها إيه أنها تترفض و تتعامل بالقسۏة دي هي متستاهلش كده .. حتي أنا كسرتها و خذلتها حتي لو كان ڠصب عني .. إحساس إني حتى مش عارفه هي كويسة ولا لا دلوقتي .. عايشة ولا ..
توقف عند تلك الكلمه ليزفر بضيق مرة أخرى و قد أحس كريم بمدي الألم الذي يشعر به صديقه ففضل الصمت و بعد لحظات قال يامن
هحاول أجي بكره حاضر .. انا مقدرش ارفض طلب لملك
أبتسم كريم و قال
ربنا يريح بالك يا صاحبي
و بعد لحظات صدع هاتف كريم رنينا برقم زوجته نسمه فنهض من مكانه و رد عليها لتقول
بسرعه
ها قولتله .. قالك ايه وافق يجي!
أهدي إيه كل ده
رد عليا بس
أبتسم كريم و قال
أيوة يا ستي جاي بكره بأذن الله
ابتسمت نسمة وقالت
كويس أوي و أنا هكلمها عشان تيجي بكره برضو و بكده يتقابلوا .. يارب بس تلفت نظره عايزه افرح بيهم
هتلفت نظره متقلقيش
و أنت متأكد كده ليه
أنت قولتيلي اسمها ايه صاحبتك دي
اسمها براء
ابتسم كريم و قال
بس يبقي هتلفت نظره
يارب
أنهي كريم معها المكالمه و عاد إلي يامن لينهض الآخر من مكانه ودع صديقه ورجع الى بيته ليجد والدته كعادتها تقرأ إحدى المجلات الخاصة بالأزياء و الموضه و قبل أن يتجه إلى غرفته انتبهت له و قالت
اتأخرت ليه مش قولتلك أرجع بدري
كان عندي مشوار مهم
مشوار ايه
مشوار يخصني يا ماما .. أنا مش صغير عشان تعرفي كل تحركاتي كده أنا عندي ٢٧ سنه!
طب كويس أنك عارف أنك مش صغير .. مش ناوي تتجوز بقى
أعتقد أنت عارفه