الخميس 09 يناير 2025

روايه بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 11 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


بالموضوع ده قالت وكأنها لم تسمعه وأنت كمان أهو أبتديت تقولى حرام وحلال نظر لها متعجبا وهو يقول طب وفيها أيه هزت رأسها بحنق وهي تجفف دمعها قائلة لا فيها كتير وأنا اللى غلطانة قطب حاجبيه وهو يقول مش فاهم نظرت بعيدا في شرود وهي تقول مش لازم تفهم دلوقتى لو سمحت سبنى لوحدى عاوزة أقعد مع نفسى شوية قبل ما والدك يرجع المكتب تانى نظر لها بأسى فهى لم تفهمه كما كان يتوقع وتركها وغادر إلى مكتبه وقف أمام المصعد لبرهة ثم شعر أنه أخطأ بحقها وقلبه أمره بأن يعود إليها ويسترضيها فلم يكن يجب أن يتركها في هذه الحالة لابد أن يثبت لها أنه يحبها وشغوف بها ولن يتزوج غيرها أبدا عاد إليها ولكنه وجد باب مكتبها مغلق فظن أنها أغلقته لتبكى وحدها دون أن يسمعها أحد وحتى لا يفاجأها والده بدخوله عليها وهي تبكى فتح الباب ببطء ليطمئن عليها ولكنه سمعها تتحدث في الهاتف والتقتت أذناه حديثها الذي جعل عينه تكاد أن تخرج من مكانهما وكاد وجهه أن ينفجر ڠضبا وبغضا من هول ما يسمع اول منشور على صفحتى الفصل العاشرولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل العاشر وقف دقائق يستمع ويستمع وعندما انهت مكالمتها عاد ببطء وجمود إلى المصعد مرة أخرى وهبط إلى الأسفل واستقل سيارته دون أن يتحرك بها أستند برأسه إلى ظهر المقعد وأغلق عينيه وهو لا يكاد يصدق ما سمع كلمات زلزلت كيانه وفطرت قلبه لا يعلم كم مر عليه من الوقت وهو في هذا الوضع خلف المقود فلم يعد يشعر بشىء غير الجمود وفي النهاية سمع طرقات على زجاج سيارته فتح عينيه والټفت فوجد والده قد عاد ووقف منحنيا ينظر إليه بدهشة قلق الحاج حسين بشدة وهو يرى ابنه في هذا الوضع فهو يعلم أنه لا يجلس هكذا إلا إذا كان يشعر پألم حقيقى فتح الباب وجلس بجواره قائلا بلهفة مالك يا عبد الرحمن قاعد كده ليه يابنى أرسل تنهيدة قوية وهو يقول تعبان يا بابا ظهر التوتر أكثر على ملامح حسين وهو يقول متسائلا تعبان ازاى يعنى فهمنى أغمض عبد الرحمن عينيه پألم وهو يقول هحكيلك كل حاجة يا بابا وقص عليه كل ما دار بينه وبين هند وكيف عاد حتى لا يتركها بمفردها مټألمة منه وماذا سمع منها وهي تتحدث في الهاتف أنهى حديثه قائلا بأسى أنا آسف يا بابا مكنتش أعرف أنها كده ربت والده على كتفه بقوة وقال بعزم أجمد يا عبد الرحمن الدنيا فيها ناس كتير بالشكل ده يابنى وانت مش صغير واللى حصل ده يعلمك مش يزعلك كده يابنى أومأ عبد الرحمن برأسه في صمت حزين قاطعه والده قائلا تعالى معايا لا يا بابا مش عاوز أشوفها تانى بعد النهاردة أمسك والده ذراعه قائلا بتصميم لا هتيجى معايا عاوزك تسمع بس متعلقش على حاجة تعالى قطع حسين الممر الطويل المؤدى إلى ردهة مكتبه الخاص بصحبة عبد الرحمن نهضت هند عندما رأتهما فأشار لها أن تلحقهما إلى المكتب جلس حسين خلف مكتبه وأشار إلى عبد الرحمن أن يجلس في المقعد المقابل له ودخلت هند لتقف أمامه وكانت تتوقع أمرا من أمور العمل طلبها لأجله ولكنها تفاجأت به يقول لو سمحتى روحى هاتى شنطتك نظرت له في دهشة واستنكار فأعاد أمره مرة أخرى هاتى شنطتك يا هند خرجت بخطوات بطيئة يدور بخلدها ألف سؤال وسؤال أحضرت حقيبتها وعادت إليهما فمد يده أمامه قائلا بلهجة آمره هاتى تليفونك أخرجت هاتفها وأعطته أياه ضغط عدة ضغطات على لوحة المفاتيح ثم أدار شاشته لها وقال بجدية رقم مين ده اللى كنتى بتكلميه من شوية أرتبكت بشدة وزاغت نظراتها وهي تقول دى واحدة صاحبتى نظرت إلى عبد الرحمن فوجدته يشيح بوجهه عنها ويكسو وجهه الحزن والڠضب والجمود فقالت في أيه يا حاج حسين نظر لها حسين وقال بثقة كدبتى ليه عليا وقولتى أن الجواب كان في صندوق البريد بتاع الشركة هوى قلبها إلى قدميها واحمر وجهها خوفا لا تعلم ماذا تقول وكيف تفعل فلجأت إلى الكذب مرة أخرى وقالت ماهى هي دى الحقيقة يا حاج أنا فعلا لقيته في الصندوق خبط على المكتب فأنتفض جسدها وقال محذرا هتكدبى تانى الجواب ده وصلك يدا بيد يا هند صح ظهر الړعب على وجهها وقالت مدافعة عن نفسها مين اللى وصلك الكلام ده يا حاج اللى قالك كده كداب أشار إلى عبد الرحمن الذي کسى الحزن وجهه أكثر وأكثر وقال عبد الرحمن هو اللى قالى صمتت في دهشة وخوف لا تدرى ولا تفهم كيف عرف عبد الرحمن بالأمر تابع الحاج حسين كلامه عبد الرحمن سمعك وأنت بتتكلمى في التليفون يا هند ده أجابة السؤال اللى بيدور في دماغك دلوقتى أستندت إلى أقرب مقعد لها فلقد تخلت عنها قوتها واصفرت الدنيا أمامها وكادت أن يغشى عليها من الصدمة وبدأت في البكاء نهض عبد الرحمن قائلا أنا مروح يا بابا عن أذنك أومأ له والده بالموافقة فانصرف دون أن يلتفت وراءه ليخفى ألمه وندمه ويداوى جرحه العميق نهض حسين من مقعده ووقف بالقرب منها وقال معقوله يا هند ده أنا كنت بعتبرك زى بنتى بالظبط تقومى تخونينى كده بكت بشدة أكبر وقالت بمرارة والله يا حاج أنا مكنت أقصد انى اخونك أنا قلت يعنى ده مجرد جواب هوصلهولك وخلاص وبعدين هي فهمتنى أن الجواب ده في معلومات حضرتك بتدور عليها بقالك سنين وقالتلى أن ده عمل خير أبتسم في سخرية مريرة قائلا وهو عمل الخير اليومين دول بياخدوا له مقابل هتفت پبكاء والله يا حاج أنا مطلبتش منها فلوس هي اللى عرضت عليا الفلوس علشان تتأكد أنى ههتم وأوصلك الجواب بنفسى لأنها كانت خاېفة حد تانى يشوفه وميوصلهوش وأنا كنت محتاجة مبلغ كده في الوقت ده وكنت مكسوفة أطلب سلفه من حضرتك وهو ده كل غلطى أنا آسفه يا حاج أنا آسفه أنفعل عليها قائلا أنت لسه بتكدبى يا هند أنت خدتى منها رقمها علشان تقوليلها أخبارى أول بأول صح أنا مش عارف أنت مستمرة في الكدب ازاى وانا بقولك عبد الرحمن سمعك وانت بتكلميها أمتقع وجهها وقالت بارتباك لا والله يا حاج أنا منقلتش أخبارك لحد هي لما أدتنى الرقم قالتلى علشان لو حصل وحضرتك مقرتش الجواب لأى سبب أبلغها وبعد كده كانت بتتصل عادى تقولى أزى الحاج عامل أيه وأزى عبد الرحمن ويوسف وأنا كنت بتعامل معاها على أساس أنها قريبتكوا يعنى فبقولها كويسين وخلاص كاد أن ينفعل مرة أخرى وهو يستمع إلى كذبها المفضوح ولكنه صمت قليلا ثم قال فجأة خلاص يا هند أنا مصدقك بس أنت عارفة طبعا أنك غلطتى والغلط ده مينفعش يعدى كده قالت بلهفة الله يخاليك يا حاج مترفدنيش أنا محتاجة الشغل ده اوى نظر لها بتفكير وقال أنا مش هرفدك بس أبنى مجروح منك أوى ومش هيستحمل يشوفك هنا تانى أنا هنقلك مكان تانى تكونى بعيدة شوية عنه مش عاوزه يضايق كل ما يشوفك قالت بحيرة يعنى يا حاج هو قرر قاطعها الحاج حسين قائلا سيبيه شويه كده لما يفوق من صډمته شهرين كده ولا حاجة يكون نسى وهدى وبعدين أبقى أتكلمى معاه يمكن وقتها يسامحك يالا دلوقتى خدى شنطتك وروحى وبكره إن شاء الله تيجى على شغلك الجديد معقوله يا حاج اللى أنت بتقوله ده أزاى تسيبها في الشركة بعد اللى عملته أعتدل حسين في جلسته وهو يجيب زوجته عفاف قائلا أهدى بس يا أم عبد الرحمن أنا عارف بعمل أيه كويس هند بتشتغل معانا من زمن ومعاها أسرار كتير عن شغلنا متنسيش أنها مديرة مكتبى ومسؤولة عن ملفات كتيرة لو طردتها وقطعت عيشها هتقول عليا وعليا أعدائى إذا كانت خانتنى وهي شغاله معايا ومخطوبة لأبنى يبقى هتعمل أيه لما الخطوبة تتفسخ وكمان أطردها من الشغل قالت عفاف بتفكير طب وبعدين ولا قابلين أنا قلتلها تسيب عبد الرحمن شهرين كده على ما يهدى أكون أنا غيرت تفاصيل وحاجات كتير في الشغل وساعتها تبقى المعلومات اللى هي تعرفها قديمة ومالهاش لازمة وضررها هيبقى قليل أوى إذا مكنش معډوم يعنى والمكان اللى نقلتها فيه مفيهوش حاجة تعرف تضرنا بيها ولا تستعملها مع شركات معندهمش ذمة عاوزه تضربنا في السوق قالت عفاف بتعجب والله يا حسين أنا مش عارفة أنت بتعرف تمسك أعصابك كده ازاى مع واحده خانتك بالشكل ده ضحك وقال أصلها بصراحة خدمتنى مرتين تلاتة كده من غير ما تحس نظرت له بتعجب فأومأ برأسه قائلا زى ما بقولك كده خدمتنى وضرت نفسها تنهد بقوة وتابع كلامه أحلام كانت بتستخدمها علشان تعرف أخبارنا وأخبار يوسف علشان تعرف تقربه من مريم وأبتسم قائلا وأنا معنديش مانع أنا نفسى في كده أنا كمان بس هند بقى بغبائها لما لاقت عبد الرحمن معجب بكلام إيمان وكمان راح قالها حلال وحرام أفتكرت أنه بيطفشها علشان خاطر إيمان فاتصلت بأحلام وجابت اللى عندها كله قالتلها أنا أقدملك يوسف على طبق من دهب وأنت عاوزه تطلعينى من المولد بلا حمص تنهدت عفاف پألم وقالت ياعينى عليك يا عبد الرحمن ده كان بيحبها اوى علشان كده يا عين أمه مخرجش من أوضته من ساعة ما رجع وقاعد في البلكونة من ساعتها حتى مرضيش يتعشا ثم نظرت له فجأة بانتباه وكأنها انتهبت لحديثه في التو وقالت يعنى أيه أنت كمان عاوز كده يا حاج قال مبتسما يعنى هي خططت علشان تقرب مريم من يوسف وتشغلها معاه وأنت عارفة يا عفاف أنى عاوز ولاد أخويا ع المهم عندى أن مريم تحب يوسف مش تبقى عاوزه تتجوزوا علشان تنفذ خطت أمها وخلاص أستندت عفاف إلى قبضتها وهي تقول بتفكير وتفتكر مريم متفقة مع أمها يعنى قال بشرود مش متأكد يا عفاف لما كانت متحمسة في الأول علشان تشتغل معاه كان ممكن أقول اه عارفة لكن بعد المشاكل اللى حصلت بينها وبين يوسف مبقتش متأكد لأنها لو كانت بتنفذ كلام أمها كان زمانها بتسمع كلامه وأنت عارفة يوسف بيتبسط من الست اللى بتسمع الكلام وأكيد أحلام وصلت المعلومة دى لمريم وطالما مريم منفذتهاش يبقى اللى أنا حسيته أمبارح في المكتب وهما بيتخانقوا قدامى كان صح ألتفتت إليه عفاف بتسائل وقالت أيه اللى أنت حسيته وهي أحلام يعنى بتعمل كل ده ليه قال حسين بلا مبالاة مش مهم دلوقتى أهم حاجة عندى دلوقتى عبد
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 50 صفحات