السبت 28 ديسمبر 2024

روايه بقلم ساره مجدي

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


اليهم بحيره ثم قالت
مش عارفه سميه انت او ماما عفيفه
لينظر الى والدته ثم اليها من جديد و قال
ايه رايك فى عبد الرحمن 
لتتسع ابتسامتها و قالت
يبقا هو عبد الرحمن
ليبتسم عرفان بسعاده و اقتربت منها الحجه عفيفه و جلست بجانبها بعد ان اجلست جنه ايضا بجانب والدتها و قالت بحنان
الف الحمدلله على سلامتك يا بنتى ربنا يبارك لك فى ولادك و تفرحى بيهم

مرت ايام و ايام و اكمل عبد الرحمن الان شهران كانت الحجه عفيفه تجلس معها و هى تحمل الصغير تتابع كيف تقدمت عذراء فى الخياطه و اصبحت ماهره جدا و كل فتايات الحى تحضر اليها حتى تخيط لهم ثيابهم
كانت تنظر اليها و هى تفكر هل تفاتحها فى الامر ام تصمت و لا تتحدث فهى تخشى ان تفهم حديثها خطئ و لكن عرفان يبدوا عليه الضيق الشديد و ايضا الخۏف من ان يتحدث الى اليها
عذراء كنت عايزه اتكلم معاكى فى موضوع كده
نظرت عذراء اليها بأهتمام ثم تركت ما بيدها و اقتربت منها و جلست بجانبها و هى تقول
خير يا ماما عفيفه فى ايه 
صمتت الحجه عفيفه قليلا ثم قالت
بصى يا بنتى انا لا هلف و لا هدور عرفان عايز يتجوزك و طلب منى اسألك بصى طبعا لازم تعرفى شويه حاجات كده الاول قبل اى حاجه
صمتت لثوانى حتى تأخذ نفس لتكلمل كلماتها امام نظرات عذراء المندهشه
طلب عرفان ملوش علاقه خالص بوقفتنا جمبك يعنى انت حره فى قرارك تقبلى ترفضى انت بقيتى بنتى و ده بيتك ولا يمكن تخرجى منه ابدا الا على بيت جوزك ثانيا ابنى مابيخلفش ربنا حرمه من نعمه الخلفه و مفيش امل انه فى يوم يقدر يخلف هو كان متجوز و طلق مراته علشان كده قال حرام يربطها معاه من غير ما تبقا ام هى ملهاش ذنب انت عارفه احنى بنحبك و بنحب ولادك قد ايه ولا يمكن نخسرك يعنى خدى قرارك من غير ما تخافى و لا تشيلى هم ماشى
كانت عذراء تفكر فى كل ذلك بالفعل لكنها ايضا لم يخطر على بالها الرفض و لا تفهم السبب هلى لمعامله عرفان الجيده لاولادها حنانه و قلبه الكبير الذى يعطف و يحنوا كأب حقيقى اخذت نفس عميق و هى تتذكر يوم خروجها من المستشفى و وصولها الى البيت لتجد ملابس كثيره لعبد الرحمن و العاب كثيره و ايضا الفواكه التى كان يرسلها من اجلها و الحلوى و الالعاب و الملابس الجديده التى اشتراها لجنه حتى لا تشعر بالغيره من اخيها الصغير عادت من افكارها لتجد الحجه عفيفه تداعب الصغير بأبتسامه حانيه فهمست قائله بخجل
موافقه
نظرت الحجه عفيفه اليها بأندهاش و قالت
قولتى حاجه يا بنتى
قولت موافقه
قالتها بخجل شديد لتبتسم الحجه عفيفه بسعاده و قالت
مبروك يا بنتى مبروك يا مرات ابنى
وافقت يا عرفان وافقت روح هات المأزون
كان يشعر بالاندهاش و بالصدمه و عدم التصديق فظل واقف مكانه صامت ينظر الى امه لتضربه على كتفه و هى تقول
مالك اتسمرت كده يلا يا واد روح هات المأزون بسرعه
و بالفعل ضحك بسعاده وهو يغادر المحل و خلفه والدته ليغلق المحل و ذهب الى الشيخ و احضره و طلب من احد اصدقائه الحضور و ايضا احد جيرانهايشهدوا على عقد الزواج و بالفعل تم عقد القران لتاخذ الحجه عفيفه جنه و عبد الرحمن و صعدت الى شقتها لتتركهم بمفردهم قليلا
كانت تجلس على الاريكه الكبيره بخجل اغلق باب الشقه و توجه اليها و جلس بجانبها صامت لعده دقائق ثم قال
مبروك يا ست عذراء
نظرت اليه بأندهاش و رددت خلفه
ست !
ليبتسم ابتسامه صغيره وقال
و ست الستات كمان انا عايز اقولك كلمتين لو تسمحيلى يعنى
اكيد اتفضل
قالتها سريعا ليأخذ نفس عميق ثم قال
كانت كلماته كبلسم شافى لكل چروحها و الامها كانت كقطرات المطر التى تروى ارض كانت عطشه منذ سنين و تشقق سطحها و تألم باطنها و مع كلمته الاخيره شعرت ان قلبها يقفز من مكانه و يركض اليه و قالت سريعا بقلمى ساره مجدى
متقولش كده انت فوق راسى انا و ولادى وربنا يباركلنا فى عمرك و يارب اكون انا الزوجه التى تستحقك و اقدر اعوضك عن اى حاجه وحشه مرت بيك
ابتسم بسعاده 
مرت الايام كان هو يتفنن فى اسعادها بكل الطرق الممكنه و كان يتعامل مع جنه بحنان ابوى لا ينضب حتى ذات يوم كانوا جميعا يجلسون فى صاله بيت الحجه عفيفه و كانت عذراء ترضع الصغيرعبد الرحمن و عرفان ي
شكرا بابا
انت حبيبه بابا
كانت السعاده ترتسم على ملامح كل من عفيفه و عذراء اللذان شعرا بالصدمه من تصرف الصغيره لكنه تصرف خرج من القلب و وصل الى القلوب مباشره
ظلت الدموع تلمع داخل مقلتى عرفان حتى دخل هو و عذراء غرفتهما نظر اليها و قال بعد تصديق
جنه قالتلى يا بابا قالتى يا بابا صح يا عذراء
اه قالتلك يا بابا
ابتسم بسعاده كبيره
ثم قطب جبينه فجأه و نظر اليه قائلا
انت زعلتى انها قالتلى يا بابا
قطبت هى الاخرى جبينها و قالت بأندهاش
هضايق ليه البنت قالتها علشان حست بيها هزعل علشان بنتى بقا ليها أب حنين و طيب زيك معقوله دى
ليبتسم بسعاده و عاد يقول
جنه قالتلى يا بابا
كانت عذراء من داخلها تشعر بسعاده كبيره و راحه لا وصف لها فبعد كل ما عنته ما شخص كا سالم لا مشاعر له عملى لا يشغل عقله سوا المال و ما حدث مع عائلتها من 
المصدومه من تصرفها و قالت
شكرا انك فى حياتى شكرا لانك فى حياه و لادنا 
شكرا لوجودك فى حياتى و شكرا انمك ام ولادنا و سمحتيلى اكون ابوهم 
كانت تقف فى مطبخ الحجه عفيفه تقوم بتحضير وجبه الإفطار و على وجهها إبتسامه ناعمه بسبب أصوات ضحكاتهم التى تصل تمحوا آثار الماضى المؤلم
دخلت إليها جنه و هى تقول بمرح
بابا بيقولك هنفطر النهارده و لا لأ
لتنظر إليها عذراء بأبتسامه حانيه و قالت و هى تمد يدها بصحن الفول
لأ يا ست جنه هنفطر النهارده
لتأخذ الصغيره الصحن من يد والدتها و هى تقول بسعاده
و أخيرا
و غادرت المطبخ و هى تقول بصوت عالى
الطعاااااام
لتضحك عذراء بصوت عالى و هى تستمع لصوت عرفان و هو يقول
حان وقت الطعام حسب التوقيت المحلى لسيدة القصر السيده
عذراء
كانت الحجه عفيفه تتابع ما يحدث بسعاده كبيره و فرحه فولدها لقد شعر أخيرا بالسعاده و وجد كل ما يريد وأصبح بفضل عذراء و أبنائها أب
اجتمع الجميع حول طاولة الطعام لتناول الطعام بين ضحكات عرفان مع عبد الرحمن الذى أتم عامه الثانى و بين جنه التى دائما دائما ملتصقه به تحب حديثه و تشعر دائما بالأمان جواره
هوصل جنه المدرسه و هرجع على الورشه و لما تخلصى إللى وراكى حصلينى يا أم جنه
لتهز عذراء رأسها بنعم و هى تتذكر ذلك اليوم بعد أن خلدت الحجه عفيفه ليحمل عرفان الصغيره و كان عبد الرحمن بين ذراعيها و نزلا إلى شقتهم و بعد أن وضعا الصغيرين بسريرهما طلب منها عرفان أن يجلسوا قليلا معا فلديه أمر يريد مناقشته
أعدت كوبان من الشاى و جلست بجانبه ليقول مباشره
عندى فكره كده مش عارف هتوافقى عليها و لا لأ
خير ان شاء الله
قالتها بابتسامتها الهادئه التى تجعلها تتغلل إلى روحه كل يوم أكثر
أيه رأيك لو نطلع نقعد مع أمى فالشقه فوق و نفتح الشقه دى ورشه و نقلب دكانة البقاله لمحل ملابس و نبيع فيه الشغل إللى بتعمليه 
ظلت صامته تنظر إليه و هى تفكر و ظل هو الأخر صامت يرتشف من كوب الشاى و ينتظر قرارها حتى قالت
صمتت لثوانى ثم قالت من جديد
أجابته سريعا و هى تقول
لأ خلينا الأول على الضيق كده لحد ما المشروع يقف على رجله
و ها هو أصبح المحل ملئ بالبضاعه المتجدده و يعمل به شاب و فتاه و الورشه يعمل بها خمس فتايات و شابان من أبناء المنطقه و يبحثون عن محل جديد خارج المنطقه كفرع جديد لهم
عادت من أفكارها على صوت ضحكات عبد الرحمن أثر مداعبة ماما عفيفه له و مزاحه اللذيذ بكلماته النصف مفهومه أنهت تنظيف المطبخ و احضرت بعض الوجبات الخفيفه و الفاكهه و وضعتها على الطاوله أمام ماما عفيفه و قبلت رأسها و وجنة الصغير ونزلت إلى الورشه
كانت تتابع عمل الفتايات و تقوم هى الأخرى بقص بعض الأقمشة و تجهيزها و عقلها يعيد عليها كل ما حدث خلال السنتين
عرفان الذى أصبح لها كل شئ فى الحياه ذلك الرجل الحقيقى الذى جعلها تشعر بالأمان و الراحه و الثقه من جديد فى البشر و بالتأكيد ليس كل البشر
أخذت نفس عميق و هى تتذكر أن جنه أصبحت صديقته تجلس معه بالساعات يتكلمون لا تعلم ما هى تلك المواضيع المهمه التى تجعله يجلس مع تلك الصغيره يستمع منها و يحدثها فيها و مداعبته المستمره لعبد الرحمن و أخذه له معه فى كل مكان و شرائه لأى أى شئ يطلبانه الصغيرين و أيضا أهتمامه الكبير بها و براحتها صحيح هو مازال متحفظ بعض الشئ فى علاقته معها و يتعامل أحيانا برسميه كتسميتها بلقب أم جنه وطلبه لها كزوجته على أستحياء ذلك ما يجعلها تشعر بالخۏف و كأنه تزوجها فقط لكى يكون أب للصغيرين و هى فوق البيعه
خرجت من أفكارها على صوته يقول
مالك يا أم جنه فى حاجه أنت تعبانه
رفعت عيونها إليه التى كانت تتجمع بها الدموع و قالت
لأ أنا كويسه مفيش حاجه
مر اليوم ثقيل عليهم و كأن كل منهم كان يحمل فوق كتفه جبل ضخم من الهموم و الأحزان
و كالعاده صعدت هى قبل منه لتحضر العشاء و أغلق هو الورشه و تأكد من إغلاق المحل و صعد إليهم يحمل بين يديه الحلوى للصغار و شئ آخر خبئه عن الجميع حتى يكون معها بمفرده
و بعد ساعه دخل إلى الغرفه و هو يقول
أخيرا ناموا عبد الرحمن تعبنى جدا
لتنظر إليه بحزن و قالت بصوت مخټنق
كتر خيرك على صبرك عليهم هبقى أنيمهم أنا
ليقطب جبينه و شعور بقبضه قويه لتمسك بقلبه تعتصره ليأن من
الألم و هو يقول
ليه بتقولى كده دول ولادى خير أيه إللى بتتكلمى عنه ده أنتوا الخير نفسه
لم تنظر إليه لكنها كانت تستمع إلى كلماته و هى تحاول بشق الأنفس ألا تبكى ليكمل هو قائلا بأقرار
من يوم دخولكم حياتى و أنا كل حاجه أحلوت و بقت مختلفه وجميله و ليها معنى سمعت كلمه بابا إللى فى عمرى كله ماكنتش هسمعها غير بسببك و
 

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات