رواية بقلم شامة
انت في الصفحة 1 من صفحتين
تحدثت تلك الفتاة الصغيرة الجميلة بطيبة وعفوية وهى تنظر إلى طبق الجبنة أمامها
ماما أنا نفسي أكل لحمة حاسه أني قربت أنسي طعمها.
هتف شقيقها المراهق قائلا بملل
ايوة ياماما ما تعملنا لحمة بدل المكرونة والطبيخ اللى كل يوم بناكلهم.
نظرت والدتها إلى زوجها وقالت
ما تجبلنا ياعبده كيلو لحمة ولا حتى فرخة بيضة.
صاح زوجها بصوت غليظ وفظ
وايه يعني ما العيال نفسهم فيها وبعدين ياراجل دا أنت بقالك شهرين ولا أكتر مدخلتش زفر فى بيتنا لحد ما العيال جالهم جفاف من قلة الغذا.
تفوه عبده بنبرة غاضبة
وأنا أعملكم ايه ما الدنيا غالية وسعر اللحمة دلوقتى معدى ال ٢٠٠ جنيه هو أنتى شيفاني شغال حرامي مش كفاية كارت شحن الكهربا بياخد اللى قدامي واللى ورايا.
من أجل حبيبك النبي علشان خاطر عيالك الصغيرين دول هاتلهم حتى ياسيدي نص كيلو ووعد مني أنا مش هطلب منك أى حاجه وكمان أنا هنزل من بكرا هدور على شغل فى المصانع زي ما قولتلي عشان نعرف نكفى بيتنا ونصرف على العيال.
نظر إليها عبده بعد ما لانت معالم وجهه فقال بحزن وهو يخرج من سترته بعض النقود
مددت صفية يديها وقالت بطيبة
بص هات ١٠٠ وأنا معايا مبلغ بسيط كنت محوشاه هكمل على فلوسك ونجيب لحمة بكرا ونعمل لقمة حلوة على الغداء للعيال.
سحب عبده ورقة بمئة جنيه ثم أعطها لزوجته وقال
ماشى ياست صفيه بس دي أول وأخر مرة تطلبي مني حاجة فاهمة.
بينما ذاك المراهق الذى كان يتابع حديث عائلته تحدث قائلا
أنا لما أكبر واخلص دراستي هفتح مزراعة وأربى فيها عجول وكمان فراخ وهعمل محل كبير وهسميه المعلم مؤمن للحوم وهبيع كيلو اللحمة ب ١٠٠ جنيه وب ٥٠ للى زي حالتنا وببلاش للناس المحتاجه ومش هخلى أى حد يبقى نفسه فيها ألا وهو واكل منها.
نظر إليه والده ثم قال ضاحكا
أردف مؤمن بكل ثقة ويقين
يابابا ربك بكرا يكرم ويرزقني ووقتها هأكل الشعب كله لحمة.
ضحكت صفية بقلة حيلة
يخربيت عقلك ياواد يامؤمن كلامك ولا فى الأحلام يابني البلد راحت فى داهية واللى زينا مينفعش أن هما يحلموا من أصله.
وليه لأ مش يمكن يجى يوم والحلم يبقى حقيقة يا أمي.
تحدث والده قائلا
يابني سيبك من الكلام الفاضى ده وركز فى مدرستك الأول بلا هم
وعلى رأي المثل البلد دى فيها ناس