روايه كامله
انت في الصفحة 1 من 56 صفحات
الفصل ا
الفصل الأول
خبر مؤلم
كان يتقلب في فراشه بين الفنية والأخرى تلك المجذوبة التي سلبته عقله وقلبه لن ترحمه حتى يذهب إليها ويحملها عنوة ويجبرها على المكوث في بيتهم من جديد لكن صبرا جميلا حتى تأتي هي وتتوسله بأن لايتركها وحيدة .
رفع رأسه عن الوسادة وهو عاقدا مابين حاجبيه من الذي أرسل رسالة في هذا الوقت المتأخر من الليل مد يده وضغط على زر الإجابة وماهي إلا ثوان معدودة انتفض في مكانه وبلع لعابه بصعوبة بالغة ثم قال بتوتر ملحوظ
صمت فجأة قبل أن يتذكر زيارة جده منذ فترة ليست بالقصيرة ياله من وغد كيف يذهب إلى هناك دون استشارته كيف يفعل هذا به وبعائلته !
انتشله صوت من الجهة الأخرى يكرر له خبر الۏفاة كان جبل يحثه على الأخذ بالٹأر ولكن مهلا عن أي ثأر يتحدث على مايبدو أنه يمزح وهذا النوع من المزاح غير مقبول بالنسبة له
مرتضى الأيوبي الذي تولى مهمة نقل تفاصيل الخبر من الصعيد إليه التف حول طاولة الاجتماعات مالك وكل من يجب عليهم الوقوف بجانبه هذه الليلة .
كان ريان يحاوط رأسه بين كفيه وانتابته حالة من الحزن الشديد كأنه فقد ابنه وليس زوج ابنته سابقا جلست جميلة جواره محتضنة ذراعيه بين يدها وقالت بأسى
شد حيلك كدا يا ريان خليك قوي عشان تقدر تقف جنب بنتك
رفع ريان رأسه وقال بمرارة
هي وتين عرفت
في تلك اللحظة تحديدا كانت تقف عى باب الغرفة وقبل أن تطرقها استمعت لحديث والديها والصدمة تحتل ملامح وجهها الشاحب
لطمت جميلة بيدها على فخذها وقالت پبكاء
لا إله إلا الله دا أنا مش مصدقة لحد دلوقت اقوم اخليها هي تصدق طب ازاي ويا حبيبي المۏتة صعبة قوي يا ريان و
بترت باق حديثها وهي تتهجم عليهما متسائلة بصړاخ قائلة
عابد ماله يا ماما
لجمت الصدمة لسان والدتها بينما تولى والدها المهمة نيابة عنها وقال بحنو وهو يقترب من ابنته
عن أي أمانة بتتكلم
عابد
هدرت وتين بصوتها قائلة بنفاذ صبر
ايوا ماله عابد
بلع والدها لعابه ثم قال بحزن
البقاء لله شدي حيلك يا وتين عابد ماټ
على عكس ماتوقع والديها تماماكانوا يظنون أنها سوف تصرخ وتتدمر كل ما تصل إليه يدها بينما هي فجأتهم بإبتسامة ساخرة ثم استدارت وهي ټضرب بكفها على الآخر تمتمت بعص الكلمات التي تتهمهم فيها بالجنون ثم ولجت غرفتها هرولت والدتها خلفها لكنها لم تسمح لها بهذا واوصدت الباب بالمزلج .
داخل الغرفة كانت وتين تجوب الغرفة ذهابا إيابا وعلى أذنها هاتفها تستمع لرسالته الصوتية التي تركها عندما يغلق هاتفه والتي كان يقول فيها بمرح
أنا عابد ومش موجود لو عاوزني سيب رسالتك وربنا يقدرني وافتكر اني ارد عليك لو مفتكرتش عادي ماهي مش أول مرة وابقى ارجع اتصل تاني
انتهت الصافرة وقالت من بين ضحكاتها وهي تنتعل حذائها
مش هتبطل رسايلك دي عاوزة اقابلك أنا نزلت اهو وهاجي لك العيادة بابا قال عليك كلامك مستحيل تصدقه وھتموت من الضحك لما تسمع يلا سلام مؤقت
خرجت من حجرتها وتجاوزت والدتها التي حاولت ايقافها لكنها لم تستمع لها استوقفها أدهم متسائلا بهدوء
رايحة فين يا وتين
ضړبته على كتفه بخفة وهي تخبره هامسة
ماما هتحكي لك بعدين المهم عايزة لما ارجع احكي لك عن آخر نكتةبابا قالها عن عابد سلا
قاطعها أدهم وهو يقبض على معصمها برفق وقال بحزن
بابا مابيكدبش يا وتين
عادت بظهرها لتواجهه بزرقتيها التي ضيقتهما وقالت بفضول
وياترى دا مقلب منك ولا من بابا أصل عابد مستحيل يعمل مقلب في نفسه !!
وقفت جميلة جوارها ثم احتضنت ذراعيها بكفيها وقالت بحنو
تعالي يا وتين معايا تعالي بس ياحبيبتي كدا مينفعش
ردت بصوت مرتفع مقاطعة والدتها
هو إيه اللي ماينفعش بالظبط
تابعت بعدم فهم
أنا مش قادرة استوعب إنتوا ازاي ازاي تفكيركم قدر يوصلكم لكدا كل دا أنا وهو اطلقنا وفيها إيه ما أي زوجين في الدنيا بينفصلوا ويرجعوا تاني
ختمت خديثها بصړاخ وهي تتجه صوب أبيها وقالت
رد يا بابا مش أنت وماما انفصلتوا ورجعتوا ! إيه ماما قالت عنك كلمة غلط أو أنت قلت عنها حاجة ! اشمعنى إنتوا عاوزين تعملوا فينا كدا هو أنا مش بنتك !
اقترب أدهم منها وقال بهدوء
وتين اهدي وحاولي تستوعبي اللي حصل
قاطعته قائلة بهدوء مريب
أنت بالذات متتكلمش أبدا أنت أكتر واحد منتظر إن عابد تحصل له حاجة وحشة
ابتسم بإحدى جانبي ثغرها وقالت وهس تعقد ذراعيها أمام صدرها
بس دا بعينك يا أدهم عابد كويس وعايش وأنا عمري ما هكون ليك وبقولها للمرة المليون أنا لعابد وبس وبكرا يرجع ويعرف كل واحد قيمته
رد أدهم بعصبية مماثل من اتهامها قائلا
فوقي بقى بقل لك عابد ماټ فاهمة يعني إيه ماټ ولو في حد حزين على اللي حصل له فأكيد أنا الحد دا .
اليوم رودود أفعالها عكس المتوقع تماما طالعته بنظرات اشمئزاز قبل أن تخرج من باب البيت هرولت جميلة خلفها وهي تتوسل أدهم وقالت بمرارة
وراها يا ادهم احنا مش عارفين هي هتعمل إيه في نفسها
ركضت خلفها ما إن ختمت تلك الأخيرة حديثها ناداها كثيرا وهو يقود سيارته ببطء شديد ومال بنصف جسده ثم قال بصوت مرتفع ليقنعها أن تستقل سيارته كانت لا تستمع لحديثه من الأساس حتى توقف على مسافة قريبة منها وترجل منها وقال
اركبي يا وتين
حدجته بغيظ مكتوم ولم تعقب على حديثه تنهد وقال بعتذار ليجاريها
طب أنا آسف أنت فعلا معاك حق ممكن تركب بقى
مش هركب معاك
طب أنت رايحة فين
هروح لعابد العيادة
طب تعالي معايا انا هوديك بنفسي
لأ شكرا أنا هروح
أنا آسف يا وتين وصدقيني مش هزعجك تاني اركبي بقى مش معقول
تروحي له على رجلك المسافة دي كلها
صمتت برهة قبل أن تستقل سيارته دون أن تعقب على حديثه بكلمة واحدة كاد يعود للبيت من جديد لكنها قامت بفتح الباب مھددة إياه بالنزول منها وهو يقودها إن لم يتوقف اعنذر للمرة المئة بعد الالف وقرر أن يقود سيارته بها إلى منزل
عابد وليته لم يذهب إلى هناك كادت تترجل من السيارة لكنها سرعان ما نظرت له وقالت بحدة
افتح الباب
رد بهدوء وقال
هفتح الباب بس ممكن تهدي شوية
تجاهلت حديثه وكررت ما قالته ترجل هو ثم لف من الجهة الأخرى توقف أمام الباب بسط يده لكنها رفضت أن تضع يدها في راحته ترجلت وقبل أن تتجه إلى عيادته استوقفها أدهم وهو يقبض على معصمها برفق ثم قال
اهدي كدا احنا في الشارع والناس كلها بتبص علينا أنا طاوعتك وجيت هنا ممكن بقى تسمعي كلامي
دارت حول نفسها لتتأكد أن كل مايحدث ليس من وحي الخيال ولكنه حقيقة واضحة وضوح الشمس بدأت تطلب من عقلها ترجمة مايدور حولها سارت بجانبه وحديث الجيران المصطفون على جانبي الطريق يخترق أذنها كحمم ڼارية ټحرقها من الداخل بكائهم وتحصرهم على شبابه الذي لم يتمتع به عقدت مابين حاجبيها وهي تر العم إبراهيم يكفكف دموعه بطرف أكمامه كان يتمتم بكلمات يترحم فيها عليه امتلاء الطريق بالناس على أمل وصول أي معلومة تتدلهم عليه .
وصلت أخيرا إلى منزله ولجت البناية صعدت سلالم الدرج ومنه إلى شقة والدته تفاجئت بهذا الكم من النساء كان الصمت يسود المكان إلا من صوت نحيب فيروز ومليكه أما والدتهما كانت تتحلى بالجمود على غير العادة توقفت تتابعها بأعين ذاهلة وهي تتحدث بحدة قائلة
محدش يقل لي البقاء لله أنا ابني عايش فاهمين ابني مامتش ابني مستحيل يوجع قلبي عليه مستحيل وبعد اذنكم اتفضلوا عشان عاوزة ارتاح البيت مفتوح ليكم في الفرح مش تيجيواوتقولوا كلام محصلش عن ابني
بعد مرور خمس دقائق
جلست وتين جوار والدة عابد ومازالت تحتفظ بملامح الدهشة والذهول نظرت لها رقالت بتساؤل
هو عابد فين يا طنط
نظرتا فيروز ومليكه لبعضهن البعض بينما قالت والدة بثقة لا تعرف مصدرها
راجع بإذن الله أنا عارفة ابني عمره ماهيوجع قلبي ولا قلبك صح يا وتين
وقبل أن تسألها سؤالا آخر أتت سيلا بصحبة ابنتها التي ما إن ولجت جلست بين احضان جدتها توقف السائق الخاص بها على اعتاب الشقة وقال بأدب
الشنطة يا سيلا هانم احطها هنا
ردت بالنفي وقالت
لأ معلش طلعها قدام شقتي فوق يا عم أحمد
حاضر ياهانم
سلام عليكم
قالها مالك ومعه عاكف وعدنان في ذات الوقت الذي أمرت فيه زوجته سائقها بأن يصعد بحقيبتها إلى الطابق الثاني لن ينكر أنه لم يتوقع مجيئها في هذا الوقت جلس جوار والدته وقال بنبرة حزينة
اطمني
ردت فيروز وهي تكفكف دموعها قائلة
إيه لقيته عابد
اجابها بأسف
للأسف لأ بس سيادة اللوا طمني وقال إن جثته مش موجودة في المكان اللي اتبلغ عنه
قاطعته مليكه بمرارة في حلقها وقالت
انا مش فاهمة حاجة !!
تنهد مالك وهو يوزع نظراته بين الجميع ثم قال
عابد اترمى من على حتة عالية من الجبل والديابة اكلت منه لحد دلوقتي الشرطة مش قادرة تحدد إن كانت الديابة آكلته كله ولا حد انقذه هما كلموني لما لاقوه بطاقته ومحفظته في جيب البنطلون مع هدومه وبقاية من دمه اللي سلمها واحد كان شغال دليل في الجبل لفوج سياحي
سألته فيروز بنبرة حائرة
طب وهو فين
أجابها بذات النبرة
محدش عارف الشرطة حاطة احتمالين الأول إن تكون الديابة لا قدر الله آكلته والتاني إن يكون حد شافه وانقذه
تحدثت صدفة أخيرا لتعلن عن وجودها
طب وإنتوا هتعملوا إيه دلوقتي
اجابها بجدية
الشرطة حاليا بتعمل كل اللي تقدر عليه ومش سايبة خرم إبرة مبتدورش إلا ودورت فيه
ردت صدفة بثقة لا تتناسب مع الموقف لكن قررت