روايه كامله
بنفس مواصفات عابد أخوك في مستشفى في اسكندرية
رد مالك بلهفة وقلبه يتراقص من فرط السعادة
طب هو فين يا عرفني فين يا افندم
اهدأ كدا عشان اللي جاي مش خير
كسا القلق والتوتر ملامح مالك وقال بإحباط
يعني إيه
يعني الشخص دا بين الحيا والمۏت
قاطعه رنين هاتف المكتب أشار بسبابته وقال بإبتسامة خفيفة
لحظات ووضع سماعة الهاتف عاد ببصره لهما وقال بأسف والحزن لايخلو من نبرة صوته
للأسف يا مالك الشخص دا ماټ
لجمت الصدمة لسان مالك تحول من إنسان يتكون من لحم ودم إلى تمثال برع الفنان في نحته عجزت ملامح وجهه عن التعبير بشئ ورفض عقله ترجمة تلك الإشارات التي استقلبها للتو غادر المكان وخلفه ريان يحاول أن يلحق به استقل سيارته وظل ساكنا لا يحرك قيد أنملة .
كل اللي أنت بتمر بيه أنا مريت بي وقلت إنها نهاية الدنيا بس اكتشفت إنها بداية لكل حاجة ربيت أدهم وعوضني عن غيابه و
قاطعه مالك وقال بمرارة
أنت لقيت اللي يعوضك عن غيابه لكن أنا مش هلاقي اللي يعوضني
تابع حديثه من بين دموعه
عابد مكنش مجرد أخ دا أبويا واخويا وكل حياتي عابد قبل ما كنت بقول تعبان كان بيقف جنبي وحاسس بيا عابد كان اللي معاه مش لي وعمره ما بخل عليا بأي حاجة أنا لو طلبت نور عينه مكنش هيستخسره فيا أنا من غيره ولا حاجة أنا من غيره صفر على الشمال أنا مش عاوز حاجة تعوضني بيه أنا عاوزه هو عمري ما هاحب حد قده حتى لو كان ابنه ولا هعمل زي أنت ما عملت لأن ببساطة أنا ضهري اتكسر عابد كان ضهري عكازي اللي بتسند عليه وخلاص راح ومافيش حتى حاجة من ريحته تخلي اسمه لسه موجود أنا خلاص بقت جسم من غير روح .
علم الجميع بآخر الأخبار هزت صرخاتهن جدران البيت وامتلاء البيت بالناس فقدت فيروز وعيها وتم نقلها إلى مشفى قريبة بالبيت بعد محاولة قطع رسغها لتلحق بشقيقها الأكبر أما والدتها تحلت بالهدوء المريب ولج مالك بعد معانأة الجميع يريدون أن يأتون معه لكنه رفض توقف أمام والدته وقال بصوت متحشرج إثر البكاء
بلع غصته وتابع بمرارة
هيتغسل في المس
قاطعته بمرارة
لأ
تابعته بمرارة في حلقها
ابني هيتغسل هنا وهيخرج من هنا
استدار بجسده ولم يجيب على حديثها بكلمة واحدة فقامت بالقبض على ياقة قميصه وقالت بصړاخ
لو عملت غير كدا اقسم بالله لاقټلك زيه ابني يخرج من بيت ابوه فاهم ولالأ
حاضر
ما إن غادر بدأت هي مهمتها الأولى في مراسم الغسل حاولت النساء مساعدتها لكنها رفضت كانت تتنقل بين الغرف بهدوء مريب وقفت أمام خزانة الملابس خاصتها لتخرج المنشفة الجديدة التي اهدها لها مع مجموعة أخرى في احد المناسبات ضمتها لحضنها وهي تتذكر كلماته لها حين قال
انسابت دموعها على وجنتها وهي تنظر لسقف الغرفة تمتمت بكلمات معاتبة لابنها الفقيد تنهدت بحړقة وهي تقول بمرارة
ليه وجعت قلب أمك يا عابد ليه رحت للڼار برجلك ليه وجعت قلبي آآآآآه ابن عمري آآآه ياكسرة قلبي وضهري عليك ياعابد
توقفت عن البكاء لتكمل المهمة التالية بدأت تجوب المكان بأكمله وفي كل ركن له ذكرى معه من طفولته إلى الشباب كانت تعض على أناملها من الندم انتهت من المراسم وجلست بين النساء بملامح جامدة .
ولج عدنان يبحث عن والدته في كل مكان وجدها تخرج من المرحاض وهي تجفف يدها بالمنشفة هرول نحوها وقال بسرعة
ماما
خير يا عدنان في إيه
وتين فين
في أوضتها ليه !
بلع لعابه وقال بهدوء
عابد ماټ
سقطت المنشفة من يدها وقالت بدهشة
خلاص اتأكدتوا
أومأ لها برأسه وقال بأسف
للأسف اه
يعني عابد ماټ خلاص كدا !!
رد عدنان بحزن والدموعه في عيناه
مالك قال إنه في طريقه لاسكندرية عشان يستلم جثته ويكمل مراسم الډفن بابا بيقل لك اجهزي عشان تروحي عند طنط ولاء وخلي وتين تجهز لأن عابد هيتغسل في بيتهم
قالها وهو يهم بالخروج من الغرفة فلحقت به والدته وسألته بفضول
عدنان أنت رايح فين
عاد ليرد عليها وقال
هروح مع عاكف اسكندرية عشان نوقف مع مالك
صمت لبرهة ثم قال بحزن
عارفة يا ماما أول مرة أعرف إن عابد غالي عند الكل كدا مافيش حد وسمع خبر ۏفاته وإن فعلا ماټ إلا و بكى من قلبه عليه
ردت جميلة مؤيدة لحديث ابنها وقالت
عابد كان حبيب الكل يا عدنان وكان صاحب الكل وعمره مازعل حد وچرح حد
بادرها بسؤاله عن حال شقيقته وقال
تفتكري وتين هتعمل إيه لما تعرف آخر الأخبار
ردت بنبرة حائرة
مش عارفة يا عدنان مش عارفة دي لحد اللحظة رافضة تصدق وقالت هاتوا لي جثته عشان اصدق مش عارفة اوصلها الخبر ازاي
ربت بيده على كفها وهو ينظر لشاشة هاتفه ليجد المتصل عاكف الذي يطلب منه التعجل بدل من أن يتحرك بمفرده غادر سريعا وترك لأمه مهمة توصيل الخبر إلى شقيقته.
وقفت حائرة بين الدخول لغرفتها أم غرفة ابنتها وبعد تفكير لم يدوم طويلا ولجت حجرة ابنتها وطلبت منها أن ترتدي ملابس العزاء .
طالعتها وتين ثم قالت بهدوء
مش هروح في حته يا ماما
تنهدت جميلة بعمق قبل أن تجلس جوار ابنتها لتخبرها بهدوء ولكنها رفضت أن تستمع لها هذه المرة وقفت عن طرف الفراش وقالت بنبرة لا تقبل النقاش
مش هكرر كلامي تاني في الموضوع دا هاتولي. چثة عابد وغسلوه
وادفنوا وحطه على قپره لوحة عليها اسمه جنب اسم ابوه زي ما كان نفسه طول عمره وبعدها تعالوا البسوا اسود وقولوا عابد ماټ ولحد دا مايحصل أنا لسه مرات عابد وهو لسه عايش مامتش هو مسافر وسفره مطول فهمتوا ولا افهمكم اكتر من كدا !!
وقفت جميلة عن حافة الفراش هي الأخرى وذهبت حيث ابنتها حاوطت ذراعها بكفيها وقالت بهدوء
وتين يا حبيبتي أنت لازم تكوني موجودة في العزا أنت كنتي اقرب واحدة ليهم كلهم وقبل دا كله عابد كان جوزك
ردت وتين مقاطعة بحدة وقالت
ومازال جوزي عابد يا ماما
أومأت لها برأسها وقالت بجدية وهي تحاول مجارتها في الحديث لتذهب معها
ومازال جوزك
تابعت بتساؤل
هل بقى ينفع متبقيش في العزا كدا عيب يا حبيبتي عشان خاطر ماما تعالي معايا
ردت وتينبجمود ظاهري بينما قلبها تمزق لهذه الكلمات
لما يندفن هبكي على قپره يا ماما
غادرت جميلة بعد محاولات بائسة مع ابنتها التي رفضت رفضا باتا للذهاب معها لحضور مراسم الډفن والعزاء .
سارت تجاه هاتفها ضغطت على زر الاتصال وفعلت ما تفعله منذ اسبوعان تقريبا انتظار صافرة الرسالة أشبه بإنتظار المړيض لنتيجة تشخيص مرضه بلعت لعابها وقالت
عارفة إنك عايش وواثقة في ربنا إنه مش هيكسر قلبي لما ترجع وترجع لك كل حاجة تيلفونك وحاجتك اللي خدها مالك كأنك مش موجود عاوزك تعرف إن أنا الوحيدة اللي مافيش إنسان على وجه الأرض يقدر ياخدني منك
وضعت كفها على بطنها وقالت بمرارة
ابننا هنربي سوا موجود ولالأ هيتربى علي انك موجود أنا مش معترفة پموتك ولا هعترف عاوزك لما ترجع تعرف أنا حبيتك قد إيه وتعرف إني عافرت عشان اقف على رجلي واحافظ على ابننا لو رجعت هتسمع كل رسايلي اللي بعتها لك بس أنا خاېفة اكون مش موجودة معاك خاېفة اموت قبل اولد ويبقى كل حاجة راحت كأنك مجتش الدنيا
أنا مش عارفة الرسالة دي رقم كام بس حابة اقل لك إنهم راحوا اسكندرية عشان يستلموا جثتك بس أنا قلبي بيقل لي إنهم هيرجعوا من غيرك وإنك هتفضل عايش أوعى تسبني يا عابد أنا من غيرك اموت
كان يسير بخطوات واسعة وسريعة ينظر إلى اللوحات المعدنية المدون عليها الأقسام وصل إلى قسم الجراحة أخيرا بحث عن غرفتها وجدها بعد عناء طرق الباب ثم ولج هرع نحوها وضمھا لحضنه بقوة بالكاد تستطع التحرك حاولت أن تخرج من حضنه لكنه رفض دقائق أو ثوان ثم خرج هو هدوء وهو يسألها بعتاب شديد
ليه يا فيروز ليه توجعي قلبي
فرت الدموع من مقلتها وقالت بمرارة
عابد راح يا سلطان راح وكسر قلبي معاه
رد بنبرته التي لم تتغير وقال
تقومي توجعي قلبي أنا كمان وتروحي وراه
ضمھا لحضنه مرة أخرى وقال بحنو وحب
مټخافيش ربنا مش هيسبنا ابدا صدقيني
قاطعه هذه المرة فريد زوج مليكة وهو يقول بحدة
هو أنت مستغل الظروف ولا إيه إيه هي سايبة عمال تحضن في البت ولا كأننا واقفين
الټفت له سلطان وعلى وجهه ملامح الدهشة والذهول وهو يقول بنبرة ساخرة
دي مراتي أنت بقى مين
رد فريدوقال بحدة
لسه يا بابا مبقتش مراتك أنت كاتب كتابك بس وحتى لو مراتك تحضنها قدام الناس عادي كدا
سار سلطان تجاه ووقف مقابلته وقال بهدوء مريب
اتكلم معايا بأسلوب أحسن من كدا عشان متزعلش مني
ردفريد بصوت مرتفع
هتعمل إيه يعني ولا تقدر تعمل حاجة وبعدين واحد زيك أخو خطيبته ماټ يجي يعزي الناس ولا يحضن بنتهم دي قلة أدب بس نقول إيه العيب على اللي سمحت لك بكدا والله اعلم سمح
بتر سلطان باق حديث فريدوهو يتراجع به إلى الخلف ليلصق ظهره بالجدار وقال هامسا بالقرب من أذنه
اللي بتتكلم عنها دي مراتي ولو فكرت تتعدى حدودك معاها مش هتشوف خير مني أبدا و دا مجرد إنذار
ختم حديثه بلكمة قوية في عينه ثم تركه بعد أن تتدخلتا فيروز و مليكة لفض الڼزاع أخذت مليكة زوجها وغادرت وبقى سلطان مع فيروز عاتبه على فعله وتسرعه فيما حدث لم يتحكم في غضبه ورد بحدة وصرامة . من المؤكد أن الموقف لن يمر مرور الكرام وأن أبسط الأمور سيتحدث الجميع في الأمر وتصبح علكة في فم الجميع.
بعد مرور عدة ساعات
وقف مالك بسيارته أمام المشفى المنشود
وظل ساكنا في مكانه سأله ريان فأجابه من بين دموعه
خاېف يكون هو وقلبي بيقل لي لأ
ربت ريان على كتفه وقال بنبرة حانية
أيا كان اللي هيحصل جوا لازم تكون قوي عيلتك مبقاش ليها غيرك دلوقت وصدقني يا ابني كل اللي أنت في دا أنا مريت بيه واصعب منه كمان
ترجل مالك وريان من السيارة وذهبوا إلى قسم الاستعلامات وبعد أن سألها عن