روايه كامله
يا كبير
عاد عابد ببصره وقال بجدية قائلا
بص يافريد أنا لحد دلوقتي محترم إنك في بيتي ومحترم كل اللي بينك وبين أختي وضيف عليهم مش عاوز ابنك مراد يجي في يوم من الأيام يقول خالي ضړب أبويا ويكرهني ويكره مالك أنت كمان لازم تحط حد للست والدتك ومتتدخلش في حياة أختي ودا دورك كراجل عندك مثلا مالك أخويا مراته في كفة وهو في كفة ولو فكر يزعل مراته محدش بيقف قصاده غير أمي وبتطلعه غلطان حتى لو مش غلطان لأن ببساطة عندها مبدأ مافيش ست بتزعل من حالها وإن الست صبورة لأقصى درجة
مليش دعوة أنا بمشاكلك أنت واخواتك وإن كان اخوك مش راجل ومخلي مراته تركب وتدلدل تبقى لامؤخذة مشكلة مالك مش مشكلتي أنا راجل و مسمحش لمراتي ترفع صوتها عليا
هو بيقول على مين مش راجل ياسلطان !
سألت فيروز لأول مرة لتعلن عن وجودها أخيرا بينما قال سلطان بهدوء شديد كأنه لم يفعل شيئا
كادت أن تتحدث لكن حدجها عابد لتخرج من الغرفة قبل أن تزيد من رصيدها عنده وقفت عن المقعد متجهة إلى باب الغرفة وقبل أن ترحل قالت
قول لست والدتك يافريد إن الجواز مش بالعافية وإن مراد اخوك جدع وشهم وكل حاجة بس لو هي حماتي اموت نفسي ولا اتجوزه
ډمرت ما
تبقى في الجلسة وخرجت تتبختر في ماشيتها نهض فريد بعد أن ترك آخر تحذير لعابد قائلا
رد عابد وهو يرتشف رشفات سريعة من الشاي الساخن ثم نظر للكوب وقال
متنساش تقفل باب البيت يا فريد وأنت نازل وبالنسبة لأختي فهي قعدة في مملكتها ومش مضررين من وجودها بالعكس مرتاحين قوي
صك فربد على أسنانه وهو يرمقه بنطرات ساخطة غادر وهو يتوعد لهم بالاڼتقام الشديد
عابدل سلطان وقال
مش عيب عليك تعمل اللي عملته يا سلطان
لأ مش عيب أنا كنت بقف جنب مراتي
وهو أنت لازم تحضنها عشان تقف جنبها
ولما تعرف العيب كدا كنت نازل في البت احضان ليه وهي مش مراتك طب ع الأقل أنا حضنت مراتي وكنت ناوي اتمم جوازتي اليومين دول ولا هو كل حلال عندك ولما سلطان يعملها تشتغل فيها عم الشيخ مفتي الديار
قصدك إيه أنت أنت فهمت غلط على فكرة
ردسلطان بإبتسامة ساخرة
بإمارة القلم اللي نزل على وشك !
نظرمالك لهما وقال بفضول
هو مين اللي اضرب بالقلم
كاد أن يتحدث سلطان لكن يد عابد منعته وقال بجدية
مش كنت عاوز تطلع تنام ما تطلع وسبني أنا مع سلطان
بعد مرور خمس دقائق
قالها عابد بعد أن خرج مالك من الغرفة وقف سلطان عن المقعد وقال ببراءة
أنا مش عاوز حاجة أنا هجيب أمي بكرا ونيجي نحدد معاد الفرح اسيبك بقى
سار تجاه الباب وقبل أن يخرج منه قال بتذكر
اه ابقى قل لها تتضربك في مكان مقفول مش ورا باب البيت والكل شايفك
غمز بطرف عينه وقال بإبتسامة خفيفة
مش مسيطر يا عابد
الفصل الرابع
هدوء نسبي
اعتذر عابدمن الجميع وولج غرفته ليرتاح قليلا وفي صباح الغد سيتحدث مع الجميع كان مالك على اعتاب باب شقة والدته يحدثها قليلا قبل أن يصعد إلى مملكته كانت ملوك ووالدتها في هذه الجلسة علم أنها انفصلت عن جبلبعد معاناة دامت لأشهر طويلة في نفس الوقت الذي تحدث فيه عن المواقف التي مر بها أثناء غياب عابد هبطت سيلا من على سلالم الدرج بهدوء وحذر توقفت جواره بعد أن حاوط خصرها وهو يقول بنبرة صادقة وعينان عاشق يتوق شوقا لحبيبته
الناس معدنها بيبان وقت الشدة
نظر للجميع ثم عاد ببصره لها وقال بفخر واعتزاز
عندكم مراتي مثلا معدنها الماس رغم كل الخلافات دا لو أنا سمتها خلافات يعني وقفت جنبي ومسبتنيش أبدا
نظرت له بأعين لامعة من فرط عشقها له لم تكن تعلم أنه سوف يتحدث عن هذه المواقف أمام الجميع ربما لأن حبيبته القديمة هنا هو يفعل ذلك أو لأنه يعشقها حقا يمدح فيها أمامهم . تفاجأت بقبلة طويلة عميقة على جبينها نظرت له وقالت بخفوت
كل دا عشاني أنا !
إجابته كانت خاطفة للقلوب حين قال لها بحنو وحب وهو يضيق حدقتاه قائلا
وهو في غيرك خطڤ قلبي
عانق أنامله بأناملها ثم قال وهو يلوح بيده قائلا بعتذار
معلش هاخطفها منكم شوية
ردت فيروز وهي تقرأ ماتيسر من القرآن خوفا من الحسد ونظرات الحاقدين تطولهما ..
امشي بقى الله احنا أصلا مصدعين وعاوزين ننام
فهم مغزى حديثها وأومأ لها برأسه بينما عجزت سيلا عن فهم ما يدور بينهما سار عدة خطوات ثم طلبته شرح ما تقوله أخته ليكمل سلسلة المفاجأت وهو يميل بجذعه العلوي ليحملها بين ذراعيه ويقول بإبتسامة خفيفة
خاېفة علينا من الحسد يا ستي
حاولت إيقافه لكنه كان يصعد بها الدرج ولا يبالي لحديثها وهي تقول بصوت هامس
بتعمل إيه يا مچنون حد يشوفنا
أنت مراتي واللي شايف إن دا عيب أو حرام يروح اقرب مستشفى ويتعالج .
وضعها على الأرض بهدوء ثم دس يده في جيب سرواله ليخرج المفتاح الشقة رفع ذراعيه وقال بتذكر وهو يغمض عيناه وعلى ثغره إبتسامة خفيفة
دخليني جنتك
ياله من رائع مازال يتذكر كل شئ مازال يتذكر أن هذه كلمة السر بينهما ليلج عالمها الخاص المرة الوحيدة التي لم يخبرها فيها أنه يريد الدخول إلى جنتها على الأرض هي المرة التي علم فيها بمۏت أخيه غير ذلك فهو لم يفوت فرصة ليخبرها بهذه الجملة المكونة من كلمتان لكنهما كافيلتنا تأثرها مدى الحياة .
مازال مغمض العينين ومازال يحتفظ بالإبتسامة على ثغره أما هي فكانت تنظر إليه تشبع عيناه من ملامح وجهه فتح عيناه وقال بهمس وهو يقترب من وجهها
أنا بقول ندخل جنتك يا أميرتي الحلوة
عاقدت ذراعيها حول رقبته وهي قالت بإبتسامة حانية
أميرتك الحلوة عاوزة تشبع عيناها منك ومش هاين عليها تسيبك لحظة واحدة
استغل تغزلها فيها ومال قليلا كأنها يحدثها ثم قام بفتح الباب وولج وهو ينظر لها بأعين عاشقة تفاجأت بحالها وسط الردهة مازالت تحاوط عنقه دنا منها ليتذوق من رحيق شفتاها ابتعد عنها بأعجوبة وهو استند بجبهته على خاصتها ثم قال هامسا
أنا مش عاوز ابعد عنك يا سيلا ولا عاوز حاجة هتفرق بنا
طول ما أنت معايا وفي ضهري محدش هيقدر يفرقنا و
بحبك
وأنا كمان بمۏت في
بتر باق جملتها بين شفتاه يتوق شوقا حقالها عكس ما كانت تظن أنه يتعمد إغاظة ملوك عذرا يا مالك لقد ظننت أنك تفعل هذا لمجرد أن ترسل رسالة معينة لها .
تبا للعشق وللعاشقين وقلبي الذي يتأكل من فرط الغيرة والشك .
في منزل والدة فريد
كانت تستمع لابنها وما فعله مع عائلة زوجته الڼار تأكل قلبها كانت تظن أن الخلافات التي تسببها لزوجة ابنها سوف تجعل عائلتها تغير رأيها في الزواج من ابنها البكر.
الذي كان يجلس معهم ولا يروق له ما تفعله أمه وضع الجريدة على فخذيه پعنف وقال بنبرة حادة
ماما في إيه هو الجواز بالعافية واحدة خطبتها ومحصلش نصيب إيه الچريمة اللي في الموضوع !!
انها تفضل عليك واحد تاني وشوف الله اعلم كانت تعرفه قبلك ولا عليك
ماما من فضلك مفاية بقى سيبي البنت تشوف حياتها أنا أصلا مكنتش بحبها كان مجرد خطوبة صالونات مش عن حب وهقطع نفسي عليها فبلاش تدي الموضوع أكبر من حجمه
ردت والدة فريد بغيظ من ردة فعل ابنها قائلة
بقى تسيبك أنت وتاخد واحد لا نعرف له أصل من فصل لأ وسايبة يحضنها كدا عادي وماخفي كان أعظم
تأفف مراد وهو يتنهد بقوة وقف عن المقعد وقال بنبرة لاتقبل النقاش
ماما بقى مش كدا بجد كفاية الناس محترمة ومحدش شاف منهم حاجة وحشة
تابع حديثه وهو ينظر لأخيه وقال بعقلانية
رجع مراتك هي معملتش حاجة غلط و
قاطعته والدته ما إن قام بالدفاع عنها كما يفعل دائما هو ووالده ردت بحدة وهي تتدعي البكاء
معملتش حاجة غلط والله عال يا سي فريد بقى تشتمني وتقل مني وتقول معملتش حاجة بالذمة أنت راجل أنت سامع أمك بتتشتم
وتقول محصلش حاجة
ولج والده على إثر صوتها المرتفع علم ما حدث فوقف بصف ابنه مراد لم يقبل ما يحدث من الاساس علمت أن حقها ذهب مهب الريح لم يكتفي عند هذا الحد بل صفع فريد صفعه مدوية مما زاد من غضبه وتوعد لها بالاڼتقام .
كان عابد يستمع لبعض الرسائل الصوتية التي أرسلتها وتين له عبر الهاتف عقد حاجباه وهو يتنقل بين الرسائل حاول أن يجبر عقله بأن يتذكر ماحدث في الفترة الأخيرة بدأ يشعر بصداع يعصف برأسه ترك الهاتف وحاوط رأسه بين كفيه وهو يتألم مد يده والتقط بعض العقاقير الطبية وبعد أن هدأ قليلا مد يده وبحث في هاتفه حتى وجد اسمها ضغط على الرسائل وضغط على الزر ليسجل رسالة صوتية
تيا محتاج لك في حاجات كتير مش فاهمها ومحتاجاك جنبي
وصلتها الرسالة في خلال ثوان معدودة استمعت إليها تيقنت أنه استمع لجميع رسائلها الصوتية ضغطت على جبينها وهي مغمضة العينين إلحاح شديد منه عليها عشر رسائل متتالية تسلمتها بعد مرور دقيقة كاملة ختمها برسالة صوتية وقال فيها
تيا أنا محتاج لك ردي عليا ارجوك
ضغطت على زر المسجل لترسل له رسالة صوتية قائلة فيها
عابد الوقت متأخر ينفع نخليها لبكرا
رد بأخرى وقال
افتحي الكاميرا عاوز اشوفك
نهضت من علي الفراش لتنظر إلى صورتها المنعكسة في المرآة عادت سريعا وقامت بفتح الكاميرا نظرت له بينما هو قال بلهفة
إيه اللي أنا سمعته دا
ردت بنظرات زائغة وقالت
إيه هو
صك على أسنانه وقال بغيظ شديد
بطلي برود احنا فعلا كنا متجوزين
نظرت له وقالت بصوت هادئ ونبرة تملؤها الحزن وقالت
اه وطلقتني
سألها بحزن
ليه
رفعت كتفيها وقالت
مش عاوزة افتكر اللي عشان بيضايقني
مازالت تستفزاه بهدوئها لكن لن يمر هذا مرور الكرام حتما سيكسر رأسها قريبا .
تنهد وقال
طب أنت حامل فعلا
هزت رأسها وقالت بمشاكسة
مش فاكرة
كاد أن يخترق شاشة الهاتف من فرط غيظه لكنها اغلقت وهي تقول بكذب
بابا ياعابد بابا سلام دلوقت
رنت ضحكاتها في الغرفة علي مظهره الغاضب تحاول رد حقها ولو لمرة واحدة معه بينما هو كادت أن ېموت من فرط غيظه لم ينعم بالنوم هذه الليلة من تحت رأسها نام على جانبه الأيسر تارة والأيمن تارة تقلب اكثر من خمسون مرة بالدقيقة يعتصر عقله ليفكر بما حدث من قبل لكنه فشل ارخى جفنيه في محاولة بائسة للنوم لكنه فشل أيضا .
على الجانب الآخر من نفس