رواية بقلم سوما العربي
لسه هوريك... اصل النعمه بتبقى تقيله على البنى آدم. وقفت من موضعها تتجه حيث غرفة صغيرتها سجده. وقف الأولاد ينظرون له پغضب. نظر لهم يقول تعالوا عايز اتكلم معاكوا. نظر ثلاثتهم لبعضهم ثم قال عبده ت ماما ليه يا بابا. سلطان ماهووو.. سجده ماهو ايه.. مش عندك حاجه تقولها صح. عمر ليه تعمل كده دى ماما طيبه اوى وبتحبك يا بابا. تهلل وجهه يقول بلهفه بجد عبده لا بنجاملك. نظر لاخواته وقال يالا نروح لماما. ذهبوا ثلاثتهم وهو نادى سجده سجده. سجده. التفتت له لثواني ولكن نطرة اخيها الصارمه جعلتها تتجه معهم ناحية والدتهم بالغرفه. ______لازالت تنتظره مهما تأخر وهو كما هو كالصنم لايفهم ولا يتحرك. تحركت بسرعه وهى تجده أثناء مراقبته له قد اقترب من البيت فاسرعت تبحث عن عبائتها كى ترتديها. هنا وهنا ولا تجدها.. اخذت تسب من تحت انفاسها لقد تأخرت والتأكيد قد دلف لغرفته ولن تتصادف معه. زفرت باحباط بالفعل تأخرت.. اتسعت عينيها وهى تستمع لصوت الدق على الباب وبعدها صوت امها مرحبه اهلا اهلآ يا زكريا يابنى. اتفضل اتفضل. وقع اسمه على اذنها فقط يفعل بها الافاعيل وله تأثير السحر... يجعلها تدور حول نفسها وبدون تفكير خرجت بسرعه... كل ما تشعر به انها تشتاقه. كان منكس الرأس والحزن جلى على محياه وزينب تنظر له بتحسر وعطف تعلم كل مايشعر به... كما تعلم أن ابنتها متعلقه به وتفتعل المشاكل معه كى يتحدثا.. ولا تعلم لما فعلت ووافقت على الخطبه من آخر. تبادلت النطرات بينه وبين ابنتها ثم نظرت له ثانيه تقول اتفضل اقعد يابنى ماتقفش كده. تحدث والحزن ظاهر بصوته لا كتر خيرك يا امى... لازم امشى الوقت اتأخر ومايصحش. رفع نظره ناحية معذبته الخائڼه يقول انا سمعت ان الانسه بسلمه اتخطبت. ارتبكت نظرات زينب وكذلك بسمله تمنت لو تنشق الارض وتبتلعها. فأكمل واحنا جدعان اوى ونفهم فى الواجب فجيت اعمل الواجب وجبت هديه. اخرج لفافه من حقيبه كرتونيه كانت بيده يمد يده بها ناحيتها. وكل من زينب وابنتها مصدومتان منه ومن فعلته. نظرت لها بسمله پصدمه وهى تفتحها لتجد ساعة يد غاليه جدا تعرف ثمنها جيدا تقول بس...بس دى غاليه اووى. صمت لثانيه.. ثم رفع حاجب واحد يومئ برأسه اماءت تاكيد واستحقار عشان تعجبك. سدد ته فى الصميم وتركها وغادر... بنصف راتبه اشترى لها هديه ربما تعلم انه كان بإمكانه ان يفعل لها المستحيل. خرج نهائيا من شقتهم وزينب تنظر لها بنفس نظره الڠضب والاستحقار تقول انا نفسى اعرف ليه عملتى كده... الواد باين عليه غلبان وبيحبك. بسمله ولما هو كده ماجاش يتقدملى ليه.. انا.. انا.. قاطعتها تقول وقفتى معاه وحاولتى تشدى الكلام منه. نطرت لها بسمله پصدمه فقالت زينب بتأكيد مانا اكيد مش نايمه على ودنى.. بعمل نفسى مش واخده بالى بس بمزاجى لكن براقبك من بعيد لبعيد بردو وشوفتك يومها وانتو واقفين بس مثلت انى مش عارفة حاجة. بسمله يبقى شوفتيه وهو بيقولى اطلعى على فوق وهو عارف انى واقفه بسحب منه الكلام سحب زى ما بتقولى. زينب وهو الوعد بالجواز ده مش ليه مستلزمات... يعنى هيعيشك فين.. فى البدروم الى اتمسخرتى عليه مش لازما ولابد يجيب شقه... دى اقل حاجه... شقه وشبكه وعفش... امال انتى مفكره ايه صمتت بسمله تستوعب وامها تكمل سكت يحسب حساباته ويعرف هيقدر يعمل إيه بسمله ماشى بس كان يقول اى حاجة يرط بينا بأى كلمه مش يصدنى ويحرجنى.. ماشباب كتير متواعدين على كده ومكملين. زينب عشان راجل الرجاله بقت قليله الزمن ده... عارفه يا بسمله اهو هو ده الراجل الى اسمله بنتى واساعده كمان وانا مطمنه... بس اقول ايه وبنتى عاميه ومدب... اشربى بقا. تحركت تدخل للمطبخ تباشر ما كانت تفعله تاركه ابنتها متسعه العين تحاول الاستيعاب. ____استيقظ فى الصباح يشعر ببرودة الفراش لاول مره بعدما هجرته هى.. للان لا يصدق انه رفع يده عليها وصفعها. خرج من غرفته واتجه لعمله سريعا ي به حاله ووقته. عاد بعد العصر كعادته بساعة الغداء. وقف عند الباب بندم كبير يأخذ نفس عميق... يعلم أنه تمادى بالخطأ... بل انه ليس بخطأ واحد وإنما أخطاء فاضحه لذا سيصمت ولو فعلت به الافاعيل. ابتسم بمراره.. اى افاعيل ستفعل هى.. عايده انسانه هادئه وجميله بعيده كل البعد عن العڼف... يعلم انها منذ امس لم تتناول اى شئ ولن تتناول مهما فعل... منزويه داخل غرفتها تخبئ وجعهها بها. سيحاول الدخول إليها وان يتحدث معها يتوسل ويتأسف ربما تصفح عنه. وضع المفتاح بالباب يفتحه واتسعت عينيه. وليمه.... هناك وليمه مقامه على سفره بيته قادره الة لعاب اى شخص. بالفعل ساال لعابه واتجه إليهم ليجد زوجته التى من المفترض انها حزينه تجلس وسط اولادها ولم يعيره اى منهم اهتمام. تحدث بلهفه وجوع السلام عليكم. لم يجيب احد... نظر لهم تغراب ثم خصها بنظرته يقول الله الله الله محشى انواع وفراخ محمره... هغسل ايدى واجى اكل. كانت تكمل طعامها بنهم وشراسه ولم ترفع عينها به حتى. اختفى داخل المرحاض لدقيقه ثم خرج سريعا. هو فقط مد يده يسحب مقعد له ليجدها تتحدث بإنذار انت بتعمل ايه وقف بتردد إيه هاكل. عايده تاكل إيه.. مالكش اكل عندى. ڠضب بشده يقول نعععمم! عايده ببرود ايه اترشيط... زى ما سمعت كده بالظبط... مالكش اكل عندى. اخذ نفس عميق وزفره على مهل يقول اخذى الشيطان ياعايده انا مش عايز اتعصب ومقدر الى انتى حاسه بيه... بس مش كده يعنى. عايده لا ماتقدرش... عادى.. وهو ده الى عندى... هتعمل ايه.. هتمد ايدك عليا تانى..لو كسرت عضمى هتعالج واقوملك اقولك لأ بردو. سلطان يا عايده لأ والله انا.. انا.. حقك عليا والله ما كان قصدى.. والله اول واخر مره. عايده ماهى فعلا هتبقى اخر مره. سلطان بتوجس يعنى ايه اشاحت عايده بنظرها عنه وأكملت طعامها تقول ماليش مزاج اقول دلوقتي. اصلى عايزه الحق المحشى انت عارف مابيتاكلش إلا وهو سخن. ابتلع لعابه وهو ينظر للطعام الشهى مؤكدا عارف عارف. نظر لت الدجاج الشهيه التى تضعها بفمها وقال طب.. طب اتا هاكل إيه. قلبت عينها بملل واشارت بيدها دليل على التعطف والكرم فى بواقى اكل جوا فى الحله كنت هرميها... ابقى خدها. اتسعت عينيه يقول ايييه! عايده وماتغرفش فى طبق لانى ماعدتش هغسل من وراك تانى. سلطان كماااان.. امال اكل إزاى يعني! عايده بتى لقط كده على الواقف. سلطان القط على الواقف! هى وصلت لكده... مش عايز حاجه. لم تعيره اهتمام واخذت تكمل طعامها واطفالها حولها لا ينظرون له حتى. سلطان انت ياض يا ابن الكلب انت وهو انا مش جيت مافيش ازيك ولا اى حاجة. هم عمر للحديث ولكن منعته سجده تقول عمرر.. احنا اتفقنا على ايه... احنا مخاصمينو. سلطان پصدمه انتى يا سجده... تيجى منك انتى... ماشى.. مانتو ولاد كلب. تحرك يدلف للداخل ورغما عنه جذبته الرائحه للمطبخ ووجد حاله مرغما يفعل كما أمرت... ياكل من الوعاء وهو يقف امام الموقد. بعد ساعه تقريبا خرج ينظر لهم بتحسر... تجلس وسط اولادها تشاهد مسرحيه جديدة تضحك معهم وهم حولها عزوه وسند بينما هو يشعر كأنه فرع مقطوع وحده على قارعة الطريق. حاول الجلوس معهم يتمتع بدفئ العائله ولكنه وجد اطفاله يبتعدون عن المقعد الذى جلس عليه ينضمون لامهم وبيدهم كؤس من المياه الغازيه. تحدث كأنه طفل يتيم منبوذ وانا كمان هاتولى حاجة ساقعه. لم يجيب عليه احدهم فقال بصوت رافض لكل مايحدث ماترودوا عليا فى ايه. نظروا لبعضهم وسجده تتأفف اووف بقا... عايزين نسمع ياماما بقا. عايده ماعلش ياحبيبتي. سلطان لسجده انتى. تيجى منك انتى. ماشى ليكى روقه ياسجده. عايده بقولك إيه... ياريت لو هتقعد تقعد من غير إزعاج... وبعدين انت راجل خاطب مش فاضى يعنى.. يعنى مش اتجوزت على طول لا ده انت بتخطب الأول عشان تقضيها خروج بقا وفسح وهدايا ودلع... الدلع الى انت ماوريتهوليش... دلوقتي هتعرف تعمل كده يامعلم رايح تخطب الاول. اتسعت عينه يصدم بتفكيرها... لقد نصحه صديقه ان يجعلها خطبه فقط مادام يريد إثارة غيرتها فقط.. لم يكن يعلم أنه يزيد الأمر سوء. أخرجته من شروده تقول وبعد كده لو هتقعد هنا زى ما قولتلك تقعد بهدوء وتبقى ضيف خفيف لطيف كده وانا كرم اخلاف منى مش هطردك من هنا. كأى رجل انتفض على أثر هذا الحديث يقول پغضب نعمم.. شكلك كده سوقتى فيها عشان سكتلك.. لكن فووقى ده انا المعلم سلطان. عايده ببرود انا مش هقولك روح لمحامى اسأل وكده تؤ.. روح لأى عيل لسه فى أولى حقوق هتعرف انى بمحضى صغير اد كده اخد تمكين بالشقه والى فيها لأنى حاضنه يعنى السجاده بالكرسى الى انت واقف عليهم دول بتوعى وانا متكرمه عليك بيهم. تحرك من امامها پغضب ينوى الخروج فاوقفته قائله استنى عندك.. انا كلامى لسه ماخلصش. نظر لها فقالت تخطب.. تحب.. تتفسح. تخرج.. كل ده ما يهمنيش...انت اصلا كراجل ماتهمنيش. نزلت اهانته عليها كڼار حارقه ينظر لها بزهول وهى تكمل بس فلوسك الى هى فلوس ولادى مافيش فيهم قرش هيتصرف فى المرقعه على الغرب. سلطان هى بقت كده! عايده بتوعد ولسه. ما يفقد اعه ويرتكب چريمه اخرى ترك الشقه وذهب.. يكفى صفعه لها. خرج من باب العماره فوجد صديقه الناصح له يسته مهللا يا مراحب يا مراحب... اظن ظبط الكلام وحزمت الدماغ وكله فى الجون. صمت سلطان يود ه والاخر يكمل بثقه مش قولتلك... قولتلك... طالما عايزها تغير بس يبقى خليك خفافى وماتغرزش وقضيها خطوبه بس. سلطان اتنيل... اتنيل. صمت فجأه وهو يجد بسمله تخرج من بيتها وتتجه ناخية محله....... الفصل الخامس للصبر حدود وقد نفذ صبرها معه.. تقسم ان تريه العڈاب الوان. الحړب النفسيه أبشع واقذى حرب الظاهر خارجيا انها فعلت ذلك لذكاؤها. قوه شخصيتها وكونها داهيه من دواهى الزمن. لكن لا احد يعلم انه ربما تأتى القوه من الضعف. وهذا ماحدث بالضبط مع عايده. جلست فى ه شقتها المطله على الشارع تتكئ بظهرها على المقعد.. اغمضت عينها بتعب تتذكر تلك الايام التى مرت عليها بصمت وهى تستوعب الصدمه... مصيبتها مصېبه وويلها ويلين وهى ولاول مره تعرف معنى الوحده واليتم. ظلت لأيام