السبت 28 ديسمبر 2024

روايه بقلم حنان اسماعيل

انت في الصفحة 4 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز


اودام الناس والله هرفضك ..انت فاكر نفسك ايه دون جوان عصرك 
انت بالنسبة مش اكتر من راجل تافه معاه قرشين وفرحان بطوله وعرضه وبشوية الستات التافهة اللى بتجرى وراه ولعلمك انت من غيرك فلوسك دى ولا تسوى حاجة 
قالتها وخرجت من امامه تاركة اياه واقفا مكانه متوعدا اياها بإذلالها عما قريب 
....................

فى الايام القليله التى تلت اخر مواجهة مباشرة لهم سويا تلاشت صافى اى مكان قد يجمعهما سويا وان كانت نظراته الناريه اليها كلما مر بصاله التحرير اثناء دخوله اوخروجه او حتى اثناء جولاته بين اروقه المكاتب 
ذات يوم دخل طارق طليقها الى صاله التحرير استقبله عبدالحميد واوصله بنفسه الى مكتب سارى 
جلسا ثلاثتهم فى المكتب يحتشون القهوة ثم تحادثا حول عقد الاعلانات الجديد 
ظل سارى طوال الجلسه يتفحص طارق وهو ينفث دخان سيجارته بهدوء كان شابا فى منتصف الثلاثين على مايبدو من هيئته وسيم رغم لونه القمحى عريض الكتفين يبدو انه رياضى مواظب من عضلات صدره والتى تبرز تحت قميص بدلته الفاخرة 
وضع طارق بعض الشروط من اجل تجديد العقد خاصة فى صفحات المرأة والتى طالب فيها ان تهتم اكثر بعرض ازياء مجموعه شركته الجديدة للفاشون 
ظل سارى صامتا يستمع اليه والى عبدالحميد والذى ناقشه بهدوء فى استحاله وضع مثل هذه المواد فى صفحة المرأة التى تديرها صافى نظرا لكونها صفحة تحقيقات اكثر منها صفحة ترفيهية تهتم بالموضه وخلافه 
وقتها طلب طارق ان يبعثوا للمختص بإدارة الصفحة ليتواجد بينهم من اجل مناقشه الامر معه 
فهم سارى مايدور برأس طارق الا انه وافقه وطلب من ريم ان تبعث بصافى اليهم ربما أراد أن يرى رد فعلها حين ترى طليقها الذى رمى اليمين عليها ليله زفافها واتهمها پتهمة بشعه تمس اخلاقها 
دقائق ودخلت صافى ...زمت شفتيها فى ضيق فور رؤيه طارق الا انها تماسكت وجلست قبالته فى هدوء ورزانه كما لو انه شخص غريب لم تعرفه من قبل .
بدأ عبدالحميد الحديث بعرض طارق عن اضافه متطلباته للصفحة التى تديرها صافى مقابل تجديد عقد اعلانه والذى يساوى الملايين 
جاء رد صافى فجأة بهدوء ونظرات حقد تجاه طارق قائله 
صافى وان قلت لاء 
عبدالحميد بلهجة توسل ليه بس ياصافى يعنى ماهو كله للمرأة 
صافى بحدة لاء حضرتك الماكياج والفاشون واحدث صيحات الوان الروج لهم صفحة لوحدهم تقدر تحط اى اعلان فيهم انما صفحتى بتهتم بقضايا المرأة اللى هى اكبر من اللون الكشمير موضه ولا البينك 
تكلم طارق موجها حديثه اليها قائلا وانتى بقى صلاحياتك هنا ايه عشان تقررى تحطى
اعلاناتى اللى بتدخل ملايين للجرنال فين ولا ايه يااستاذ سارى 
زم سارى شفتيه بضيق وهو ينظر لصافى والتى ظلت تنظر لطارق بنظرات

ناريه بدت كما لو انها لم تحب هذا الشخص يوما بل تكرهه حتى النخاع .
تدخل سارى قائلا فى جدية بص يااستاذ طارق مش هنكر ان اعلانات شركاتكم بتدخل عائد كويس للجرنال بس ده زمان كان يفرق اووى مع المالك السابق انما فى الوقت الحالى يستحيل هفرض المادة الاعلانية على المحتوى التحريرى للصفحات يعنى حضرتك عاوزنى افرد لك صفحات لاعلانات شركتك اعمل ملحق كامل معنديش مانع بس مش على حساب جودة مواضيع الجرنال 
نظرت اليه صافى غير مصدقه لما يقوله بينما صعق طارق وبرزت عروقه من الڠضب قبل ان ينظر لصافى ثم لسارى قائلا وهو ينهض واقفا بلهجة ټهديد 
طارق يبقى اراجع فكرة ان كنت هعمل اعلان فى جرنالكم من عدمه 
وقف سارى قائلا وهو يمد يده اليه قائلا بثقه براحتك وعامة مكتبى مفتوح لك اى وقت 
سلما على بعضهم قبل ان يستأذن طارق فى الانصراف وهو يرمق صافى بنظرات بينما ظلت هى فى نفس جلستها بثقتها المعهودة 
اصرعبدالحميد ان يرافق طارق لباب الاسانسير نهضت صافى كى تغادر المكتب هى الاخرى الا ان سارى اغلق الباب ليمنعها من الرحيل نظرت اليه بتحدى فبادر قائلا 
سارى كده انتى مديونه لى مرتين مرة لما انقذت حياتك والمرة التانية لما انقذت صفحتك من طليقك 
نظرت اليه للحظات قبل ان تستجمع كلامها قائله بثقه انا قلتها لك قبل كده وهقولها لك تانى دلوقتى انتى بتنقذ شغلك اللى انت مستفيد منه 
سارى وانا ايه استفادتى دلوقتى وانا ببوظ عقد بملايين عشان جنابك رافضه تضيفى شوية حاجات عن الموضه فى صفحتك 
صافى انا مطلبتش منك ترفض عرضه الموضوع بسيط وافق وانا امشى 
سارى اه و هو وقتها هيسحب اعلاناته اللى بيرميها عشان خاطر عيونك انا اللى مجننى ليه يعنى واحد اكتشف ان مراته مش بنت ليه دخلتهم ويمكن كمان عرف انك حامل ورغم كده بيجرى وراكى طب ليه فهمينى 
بلعت ريقها بصعوبة قبل ان تجيبه بهدوء اسأله ..معنديش اجابة ممكن تعدينى بعد اذنك 
افسح لها كى تمر الا انه اقترب منها هامسا فى اذنها 
سارى قريب اوووى اجاباتك كلها هتبقى عندى ومنك انتى فى بين احضانى وفى اوضه نومى 
نظرت اليه بإشمئزاز قبل ان تغادر مكتبه 
.......................
الجزء السادس 
بعد رحيلها جلس سارى مع احد الصحفيين بالجريدة يدعى مدحت عرف عنه 
منذ قدومه للجريدة انه شخص منافق يتودد اليه عارضا خدماته سواء بنقل اخبار الصحفيين اليه اوتوفير مايحتاج اليه من فتيات ساعتها طلب منه سارى ان يأتى اليه بفيديو فرح صافى على طارق فوعده مدحت ان يأتى له بالفيديو خلال يومين 
......................
فى اليوم الثانى تغيبت صافى عن العمل يومين بسبب مرضها كما ابلغ عبدالحميد سارى .تضايق لغيابها وازداد ضيقه من غيابها اكثر خاصة كلما نظر الى مكتبها الخالى .
...............
جاءه مدحت بفلاشه عليها الفيديو فكافأه سارى بمبلغ مادى ليلتها سهر فى شقته امام اللاب توب الخاص به 
ارتشف بعضا من فنجان قهوته مع سېجاره الكوبى وهو يطالعها يوم فرحها بفستانها الابيض كانت جميله متألقه سعيده طالعها وكأنه يرى فتاة اخرى غير التى يراها الان شاهدها وهى تتراقص بدلال وخفه على انغام اغانى صاخبة اقترب اكثر من شاشة اللاب مستغربا من تلك العروس الحالمه التى تغنى لعريسها بفرح 
بدت سعيده اكثر وهى تغنى لطارق كلمات اغنية لوائل جسار 
نخبى ليه فى اسرارنا وانا وانت مفيش غيرنا
ولو ننسى مشاعرنا نكلم مين يفكرنا
يا روح الروح بتنسانى و انا فاكر ومش بنساك
تغيب عن عينى من تانى ومن غير حب اعيش ازاى
ومهما تغيب بعيش وياك و اشوفك و انسى فيك احزانى
ودمعة حب فى عينيا بتستناك يا احلى ملاك
قالولى الحب له علامات فى نبض القلب والهمسات
وروح تنادى عليك و رعشة ايدى فى السلامات
نفث دخان سيجارته بتلذذ قائلا لنفسه وهو يتابعها 
سارى ماانتى كنت فرحانه اهو... اومال ايه اللى حصل ليلتها يابنت رفيق الزهيرى 
..........................
الجزء السابع 
عادت فى اليوم الثالث ابتسم لرؤيتها على مكتبها الا انه تدارك نفسه ولام روحه على شعوره هذا .ضغط الزر امامه ليطلب من ريم ان تبعث له بصافى 
راقب ريم وهى تذهب اليها ناحيه مكتبها لتبلغها ..تكلما لثوانى قبل ان يجد صافى ترمق مكتبه بإحتقار كما لو كانت تراه من خلف الزجاج قبل ان تعود ريم بإتجاه مكتبه ..ابتعد منتظرا دخول ريم اليه والتى فور دخولها اجابته بحرج 
ريم انا بلغت الاستاذة صافى يافندم وقالت لى مش فاضية واى كلام ليها يبقى مع الاستاذ عبد الحميد رئيسها المباشر 
هرش جبينه قبل ان يطفأ سيجارته بعصبية متجها للخارج 
اقترب منها قائلا لها بعصبية امام الجميع 
سارى انا مش بعت لك ياانسة ولا مدام ولا ايا كانت كنيتك هنا انك تيجى لى مكتبى فى موضوع ضرورى 
لم تنهض من مكتبها واكتفت ان تجيبه وهى تكتب على شاشة اللاب توب امامها
صافى بثقه مش سكرتيرتك برضه بلغتك انى مشغوله ..مش فاضية ..وان اى كلام يبقى منك لرئيسى المباشر ا عبدالحميد 
لم يتمالك نفسه من الڠضب وقڈف

بيده اللاب توب الموجود امامها ليقع على الارض مما جعلها تنهض واقفه وهى تنظر اليه پغضب قبل ان يهددها قائلا والشرر يتطاير من عينه
سارى انتى فاكرة نفسك مين انا ممكن .......
قاطعته پغضب ممكن ايه تطردنى حد قالك انى عبدة لشغلى وانى ممكن اسمح لاى صاحب شغل كل ميزته انه معاه قرشين انه يتحكم فيا ويهددنى بالطرد وقت ما مزاجه يسمح له 
اجابها بابتسامه مستفزة عندك حق مااكيد عندك سكك تانى تدخل لك فلوس غير مهنة الصحافه 
صافى پغضب اخرس ..السكك دى امثالك اللى يعرفوها 
جاء عبد الحميد مهرولا من مكتبه بإتجاههم قائلا وهو يجذب سارى ناحيه مكتبه 
عبدالحميد فى ايه بس ياجماعه ..استهدوا بالله ..تعالى يا سارى بيه ..ادخل مكتبك 
لم يجبه سارى والذى ظل مكانه ينظر اليها پغضب فى نظرات متبادله من كليهما 
نجح عبد الحميد فى ادخال سارى مكتبه اخيرا واغلق الباب ورائه قائلا له بهدوء
عبدالحميد فى ايه ياسارى مالك بس حاطط صافى فى دماغك ليه انت مالك ومالها 
سارى بعصبية دى بنت قليله الادب ..دى تغور تمشى مش عاوز اشوف وشها لحظة هنا 
عبدالحميد بهدوء وانت فاكر ان ده فارق معاها 
سارى بعصبية اكثر انت كمان هتقولى كده ..فى ايه ..ايه مليونيرة وانا مش عارف وشغاله بس حلاوة روح 
عبد الحميد لاء مش وارثه بالمعنى المفهوم بس مطلوبة وهى عارفه ده وجالها بدل العرض عشرة سواء فى جرايد جوه مصر او براها ...ولعلمك دى واخدة جايزة افضل تحقيق صحفى فى مصر تلات سنيين ورا بعض ..وافضل موضوع صحفى فى جايزة بوليترز ودى زى الاوسكار فى الصحافه اللى انا نفسى مااخدتهاش ...مش كده وبس رواياتها كسرت الدنيا وفى رواية منهم كذا شركة انتاج طالبة تحولها مسلسل 
يعنى صافى لو مشيت من هنا احنا الخسرانيين لانها هتمشى هى وابوها ده غير الاعلانات اللى بتيجى عشان خاطر عيونها انت فاكر ان طارق هينفذ كلامه وهيسحب اعلاناته
ده مچنون بيها 
سارى ولو ...ده ميديهاش الحق انها تقل ادبها عليا ..دى محسسانى ان انا اللى شغال عندها 
عبدالحميد سيبك ..انا هروح اراضيها دى لو كانت لسه موجودة بس عشان خاطرى مالكش دعوة بيها خالص 
خرج عبد الحميد باحثا عن صافى فأبلغه زملائها برحيلها 
.................
فى المساء دق جرس الباب ..اتجهت صافى لفتح الباب ..كانت بملابس بسيطة .بنطال ضيق احمر قصير بعض الشئ وفوقه بلوزة بيضاء خفيفه تنسدل على احد كتفيها تظهر بياض جسدها بينما تركت شعرها منسدلا فى حرية 
فتحت الباب وبيدها مغرفه طعام قائلة بحماس 
صافى لو كنتم اتأخرتم دقيقه مكنتوش..........
صدمت لرؤيته امامها وبجواره عبدالحميد ...يقف فى تباهى ممسكا بباقه زهور فى يد بلامبالاة ..كان يرتدى قميص اسود ومن تحته تيشرت رمادى يظهر عضلات صدره وبطنه 
بلعت ريقها فى صعوبة خاصة حين رأته يتفحصها من اسفلها لاعلاها كعادته مما جعلها تعدل التيشرت المنزلق على كتفيها لاعلى فى خجل ...جاءها صوت عبدالحميد الرزين قائلا 
عبدالحميد ايه ياصافى مش هتقولى لنا اتقضلوا عيب عليكى
 

انت في الصفحة 4 من 31 صفحات