مريم

مكنش ليه لزوم.
لأ أنا طلبت وخلاص مش معقول هيترمي.
هزيت راسي باستسلام وهو طلع علبة من جنبه وفتحها وطلبت ليا برضو تعالي ناكل بعيد عن المكتب والملفات دي.
قومت معاه وبدأنا ناكل عند الكنبة اللي في مكتبي وكان موهوب إنه يفتح مواضيع و يطلع مني الكلام والأهم ضحكتي اللي قدر يظهرها بعد سنين من الحزن اللي خيم على قلبي.
مريم اطلعي البلكونة.
ليه
من غير ليه.
قفلت معاه على التليفون وطلعت لقيته واقف وساند على سور البلكونة وبيبص للسماء .
انجز علشان عاوزة أنام و..
بدون أي مقدمات بصلي واتكلم تتجوزيني
مستحيل!
ومن هنا اتقلبت الحكاية ورجعت الكوابيس ورجع الحزن يعشش جوا قلبي ويخيم عليه.
ممكن أفهم بتعامليني كده ليه
عادي ولو سمحت متنساش أننا زمايل في الشغل وبس!
كله ده علشان طلبت أتجوزك!
ورايا شغل عن إذنك.
تمام يا مريم.
كنت رايحة لمكتب المدير الفعلي للشركة وكنت ناوية أقدم استقالتي ويعتبر دي أول مرة أدخله ودخلت لقيت عبيدة قاعد على المكتب.
ادخلي يا أستاذة مريم.
بتعمل أي هنا
اتنهد أصل أنا كنت عامل أني موظف جديد لأجل أني أتقرب من واحدة رفضتني كذا مرة من غير ما تشوفني وحبيت أعرف سبب رفضها ومع الوقت حبي ليها زاد ولما رجعت أتقدملها رفضتني فقررت أنهي اللعبة وأبص لشغلي.
عكس كل الصراعات اللي جوايا رديت يكون أفضل.
رجعت البيت متأخر وملقيتش ماما لأنها كانت عند خالتي فخدت دش وقعدت على السرير بهم فسمعت صوت قرآن جاي من الكافيه اللي تحت البيت وسمعت 
ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون 97 فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين 98 واعبد ربك حتى يأتيك اليقين 99 سورة الحجر 97 إلى 99 
وكأني مسلوبة الإرادة قومت وروحت اتوضيت ولبست الإسدال ووقفت ناحية القبلة وقولت 
الله أكبر 
سجدت ومع أول سجدة اڼهارت فجالي صوت القرآن من البلكونة اللي جنبي
وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون البقرة.
فضلت أدعي وأترجى ربنا يريح بالي ويجبر بخاطر قلبي لأني والله تعبت تعبت ومش قادرة أتحمل أكتر من كده.
صوت الراديو اللي شغال في شقتنا جه بصوت القرآن 
فما ظنكم برب العالمين سورة الصافات 87 
بكيت وفضلت أردد والله إنه لخير ظني بيك خير يارب فاجبرني.
بعدين عرفت إن الآيات القرآنية دي من سور مختلفة وكأن ربنا كان سامعني وبيبعتلي إشارة.
مريم أنا فخورة بيكي.
حضنتها بفرحة وأنا مبسوطة بالتغيير اللي وصلتله وناوية أقرب منه أكتر واكتر والأهم إني .. أرجع ألبس الحجاب.
رؤى تبتت على أيدي بجد يا مريم
هزيت راسي فاكرة أنا قلعته ليه قلعته لأني كنت فاكرة إني بتحدى القدر وبقوله إذا كان الستر والاحترام ممنعش إن يتاخد مني أعز ما تملك أي بنت فأنا مش هلبسه تاني وهغير لبسي و النهاردة عرفت إني كنت غلط وبدل ما كنت بتحدى القدر أنا كنت بعاقب نفسي.
دخلت تقى أنتوا كل ما أشوفكم ألاقيكم بتعيطوا
ضحكنا أنا ورؤى وبعدين مسحنا دموعنا.
وجهت كلامي لتقى امتحاناتك أمتى يا تقى
يوم السبت الجاي بإذن الله.
ابتسمت خلاص يبقى أجازتك بدأت وعاوزاكي متجيش الشغل التاني لحد ما تخلصي امتحانات.
بس ...
من غير اعتراض اسمعي الكلام وأنا هاجي وهجيب رؤى ونيجي نطمن عليكي بعد كل امتحان ومرتبك ثابت زي ماهو متقلقيش.
تقى حضنتني وهي پتبكي أنا لو عندي أخت فعمرها ما كانت هتساعدني زي مانت بتساعديني كده.
طبطبت عليها وأنا بعاملك